كل شخص فينا بيجيله وقت إنه يتقبل في وظيفة، وبيبقى عايز يستعد ويحضر وهو رايح الشغل الجديد ومش بيبقى عارف ازاي. الفترة الزمنية بين الوظائف بتفرق من شخص للتاني، فيه ناس بتغير شغل كل كام شهر، وفيه ناس بتغير شغل كل كام سنة.
خلي بالك إننا لما بنقول إن حد بيستعد عشان الشغل الجديد ده مش معناه بالضرورة إنه يكون رايح شركة جديدة، ممكن يبقى جوة نفس الشركة بس قسم جديد عليه، ممكن يبقى جوة نفس القسم بس مشروع جديد، وممكن نفس القطاع اللي هو فيه بس اخد منصب مختلف.
نصائح انهاردة على الشغل الجديد مش مربوطة بإنك تكون شغال بالفعل وبتغير قطاع أو شركة أو مجال، النصائح دي مناسبة حتى للشخص اللي أول مرة يشتغل، وحتى لو حد رايح تدريب أثناء دراسته الجامعية. النقط دي مناسبة ليك مهما كانت سنوات خبرتك ومجالك، ومهما كان حجم الشركة أو الموزع أو المصنع أو المحل اللي انت رايح تشتغل فيه.
١- ارسم خط فاصل:
قبل ماتروح الشغل الجديد محتاج ترسم خط فاصل بينه وبين الشغل القديم، أو المرحلة اللي قبلها، سواء كانت دراسة ولا خدمة عسكرية ولا غيره. الخط الفاصل ده بترسمه جوة دماغك، في تفكيرك، في تركيزك، في قلقك واهتمامك بمرحلة عدت خلاص ومحتاج كل تركيزك يبقى في الشغل الجديد.
طبعاً الطريقة النموذجية هي إنك تسلم كل مايخص شغلك القديم لشخص تاني وبعد كده تاخد أجازة وتسافر وتفصل ذهنياً وميبقاش وراك شغل في الأجازة دي لحد لماتروح الشغل الجديد. بس للأسف ده مبيحصلش في معظم الحالات، ده فيه ناس أساساً بتخلص الشغل القديم يوم الخميس وتبدأ في الشغل الجديد يوم السبت؛ وميفضلش غير يوم الجمعة بس… اهو يوم الجمعة ده لازم يبقى خط فاصل في تفكيرك; احتفل وافرح فيه واعمل حاجة مختلفة، اخرج فيه مع صحابك وبلغهم بالشغل الجديد عشان يقولولك مبروك وتحس بالانجاز. ايوا انجاز عشان انت قدمت وعملت انترفيو واتقبلت وداخل على مرحلة جديدة.
عدم خلق الخط الفاصل ده في دماغك هيخليك داخل على الشغل الجديد بنفس الحالة النفسية اللي سبت فيها الشغلانة القديمة، مش هتخلق لنفسك الحماس الكافي عشان تهدى وتركز وتبدأ البداية الصح اللي تخليك تنجح في الشغل الجديد.
*في المراجع تحت هيبقى فيه لينك للقسم الخاص بمقالات الاستعداد لانترفيو الشركة (١)
٢- قيم نفسك قبل الشغل الجديد:
محتاج قبل ماتروح هناك إنك تبقى صريح مع نفسك، وتبقى عارف ايه الحاجات اللي انت قوي فيها وايه الحاجات اللي محتاجة تطوير. الكلام هنا مش على مهارات مهنية وحاجات تطبيقية ممكن تكون هتتعلمها لما تبدأ الشغل الجديد وخلاص، لكن المقصود هو مهارات التواصل ومدي الالتزام اللي عندك.
خلينا نوضح بشوية أسئلة عامة تسألها لنفسك; أنا قبل كده كنت بروح الشغل أو الجامعة في الميعاد ولا بتأخر دايماً؟ لما بيبقى عندي تسليم مشروع، ببعت الحاجة في الميعاد ولا بتأخر؟ لما حد بيجي يحكيلي على حاجة بسمعه بتركيز ولا بمسك الموبايل وابقى سرحان؟ لما ببقى في فريق عمل بعرف اشتغل معاهم وننجز الدنيا كويس ولا بتبقى مشكلة ليا والدنيا بتتعطل؟ لما بتحصل حاجة مستفزة ليا (حتى لو بسيطة) بتعصب وازعق واقلب الدنيا ولا باخد الموضوع بهدوء وافكر واشوف هتعامل ازاي؟
إجابات الأسئلة دي وغيرها من اللي يخص مهارات التعامل والالتزام الشخصي هيخليك تحدد ايه الكويس اللي انت محتاج تكمل عليه وايه اللي محتاج تضبطه قبل ماتروح الشغل الجديد والناس تاخد عنك انطباع وحش في حاجات انت عارف أساساً انها نقط تطوير ومجرد محتاجة تركيز منك.
٣- مش كل الشغل زي بعضه
متفتكرش إن الشغل الجديد هيبقى صورة طبق الأصل من الشغلانة القديمة، وحتى لو كان فيه حاجات شبه بعض فأكيد فيه حاجات أكتر مختلفة عن بعض. عشان كده مهم اوي إنك تسمع كتير وتفهم الطريقة الحالية في الشغل وتراجع مع الناس التفاصيل. بلاش تعمل فيه أبو العُريف وكل لما حد يقولك حاجة تقوله ايوا ايوا أنا عارف دي وكنت بعملها قبل كده، مش بس عشان خاطر إنك ممكن تكون بتفتي وتطلع غلط، لكن كمان عشان الشخص اللي جاي يشرحلك ده هيقفل منك أساساً وعادي جداً إنه يسيبك تلبس في الحيطة عشان هو حاول معاك وانت اللي رفضت النصيحة.
مهم اوي اوي اوي إنك تفهم ليه الحاجة دي بيعملوها في الشغل الجديد بشكل مختلف عن الشغل القديم؛ ممكن يكون فيه ظروف مختلفة أو خطوات إدارية أو تفاصيل مخصوصة ليها علاقة بالشركة دي. وممكن برضه ميكونش فيه سبب قوي لتمسكهم بطريقتهم غير إن محدش جيه فكر بشكل مختلف، بس المهم تسأل وتفهم هم ليه متمسكين بالطريقة دي قبل ماتستعجل.
الأهم والأخطر بقى إنك تتخيل إن طريقة تعامل الناس مع بعض في الشغل الجديد زيها زي القديم. بيئة العمل مهما كانت متشابهة فيها اختلافات من مكان للتاني ولازم تراقب وتتعلم وتفهم قبل ماتبقى غشيم وتخبط مع الناس هناك وانت لسه بتبدأ لمجرد تسرعك وعدم فهمك لطريقة وأسلوب الشغل.
٤- مع الشغل الجديد في مدير جديد
دي بقى من أهم النقط عشان مديرك هو بوابتك الأولى في الشغل الجديد سواء انت جديد في الشركة دي ولا قديم. هو اللي اختارك في الشغلانة دي وهو اللي مقتنع بيك ومن مصلحته إنك تنجح في الشغلانة دي بدل ما لسه يدور على حد تاني جديد.
مهم اوي تتفقوا مع بعض على ايه هي الحاجات المطلوبة في الأول وايه هي الأساسيات اللي لازم تتعلمها وتلقطها بسرعة. وعادي إنك تسأل على أهمية النقط دي وحتى تتناقش معاه على ترتيب الأولويات، مش مطلوب منك السمع والطاعة العمياني من غير مناقشة وعادي انك تسأل وتفهم.
اتفقوا مع بعض كمان على طريقة التواصل بينكم، هل ياترى الأحسن تليفونات ولا واتساب ولا ايميلات ولا تخبط على باب مكتبه. وايه هي الحاجات اللي عايز يبقى على علم بيها علطول وايه الحاجات اللي هيسيبلك فيها مجال أكبر تتعلم لوحدك.
٥- زمايلك في الشغل الجديد
مش طبيعي انك بعد كام يوم تتعود على فريق العمل في الشغل الجديد بسرعة ولا تحس انهم عشرة سنين وتفتحلهم قلبك وتتعاملوا مع بعض بأريحية. هم أساساً حتى لو سمعوا عنك قبل كده متعاملوش معاك بشكل مباشر ولسه مجربوش نظامك ايه في الشغل، فمتحكمش على زمايلك بدري بدري، لا بالسلب ولا بالإيجاب، لإن كل واحد منكم في الأول بيبقى في مرحلة جس النبض.
تعامل باحترام مع كل الناس وخلي تعاملك موحد مع كل الفريق وزمايلك في الشغل الجديد عشان انت متعرفش لا تاريخ ولا نية كل واحد. حاول متبقاش محسوب على حد وانك تبقى لازقله وصاحبه بزيادة عشان انت لسه متعرفش الشخص ده سمعته ايه، يمكن متطلعش سيرته أحسن حاجة وانت تلبس السيرة دي معاه.
حاجة كمان مهمة اوي، بلاش تتريق على الشغل اللي كان حاصل في الفترة اللي فاتت عشان اللي حواليك دول أكيد كانوا مشتركين فيه وعملوا مجهود. حتى لو انت شايف فرص تطوير وانه ممكن يبقى أحسن، راعي مجهود زمايلك وفريقك في الشغل الجديد عشان ميعلموش عليك بسبب إنك جاي تنظر وتنطط عليهم من غير ماتبقى عارف الظروف اللي كانت موجودة, بالعكس لما تحترم المحاولات اللي قبل كده هيبقوا متقبلين أكتر أفكارك الجديدة.
*معظم النقط دي تم استخلاصها من كتاب ال٩٠ يوم الأولى لمايكل واتكينز. الكتاب ده يعتبر مرجع كامل وشامل لطريقة التعامل مع بدايات الشغل (٢).
المصادر والمراجع:
١- سلسلة مقالات انترفيو الشركة من اتعلمت ايه
https://et3alemteh.com/?cat=46
٢- ملخص كتاب ال٩٠ يوم الأولى
https://youtu.be/dZM95kgM5Rw