كلامنا انهاردة عن ٤ خطوات لحل المشاكل اللي بتقابلنا سواء في الشغل أو في الجامعة أو في حياتنا الشخصية، وكلامنا مش هيبقى نظري وخلاص، بالعكس هنتكلم على أمثلة حقيقية من مجالات مختلفة وقصص حقيقية لتطبيق الخطوات دي.
على فكرة خطوات حل المشاكل فيها تشابه كبير مع خطوات التغيير والبداية الجديدة اللي ممكن نتبعها للوصول لأهدافنا، وكنا اتكلمنا عليهم في سلسلة سابقة بعنوان “بداية جديدة” وهنسيب في الاخر رابط للمقالات دي (١).
١- السؤال الأول: المأزق اللي بقابله ده تحت بند المشاكل ولا بند العوائق؟
الأول لازم تحدد المعضلة اللي قدامك دي تندرج تحت بند المشاكل ولا بند العوائق، لإن التعامل مع كل حاجة منهم مختلفة عن التاني، ودايرة تأثيرك وتحكمك على كل حاجة منهم مختلفة.
مبدئياً: لازم تكون واضح جداً ايه الهدف اللي أنت عايز توصل ليه وتحققه، عشان هو ده مربط الفرس. المشكلة بتؤثر بشكل مباشر في الهدف اللي انت عايز تحققه، لكن العائق بيؤثر في الطريقة أو الوسيلة اللي ممكن توصلك للهدف.
مثال: لو أنت عايز تلعب رياضة ويبقى جسمك صحي، وهو ده هدفك وابتديت فيه بالفعل وبقالك كذا شهر بتروح الجيم (صالة الألعاب الرياضية) اللي جنب البيت. بس صاحب الجيم لظروف ما قرر إنه يقفل الجيم، هل ياترى المأزق ده يعتبر مشكلة ولا عائق؟!
في الموقف ده، إن الجيم يقفل ده يعتبر عائق للطريق اللي أنت كنت ماشي فيه، وممكن تتبع طريق تاني وتشوف جيم تاني ولا تجيب أدوات رياضية وتتمرن في البيت مثلاً أو غيرها من الحاجات اللي توصلك لهدفك.
موضوع قفل الجيم ده مش حاجة أنت محتاج تتعامل معاها بنفسك وتشوف حلول ليها عشان الجيم يبقى مفتوح ويكمل، على عكس مثلاً لو أنت كنت صاحب الجيم، ساعتها كنت هقولك كده الموضوع ده مشكلة مش مجرد عائق، لإن هدف صاحب الجيم إنه يبقى مفتوح ويدخله ربح.
يعني نفس المأزق بتاع قفل الجيم؛ ليك أنت يعتبر عائق عشان هدفك أنت هو الرياضة، وبالنسبة لصاحب الجيم يعتبر مشكله عشان كان هدفه إدارة الجيم والربح.
٢- السؤال التاني: مين يقدر يساعد معايا في حل المأزق ده، سواء هي مشكلة ولا عائق؟
مهم اوي إنك ماتشيلش الموضوع كله لوحدك، لازم تستعين بمساعدة من ناس تانية سواء بهدف إنهم يدوك نصايح ويوجهوك وأنت اللي هتنفذ، أو سواء عشان يشاركوا معاك في الحل عشان توصلوا كلكوا للهدف مع بعض، خصوصاً لو انتوا شغالين في فريق واحد.
مثال: لو انت ومجموعة من صحابك من القاهرة متفقين انكوا هتطلعوا اسكندرية يوم الجمعة تاكلوا أكلة سمك وتعدوا على الكورنيش شوية. والاتفاق كان إنكوا هتطلعوا بعربيتك، وتشاء الأقدار إن يوم الخميس عربيتك يحصل فيها عطل وأنت أساساً يومك مزنوق جداً وعندك حاجات في الشغل بس أنت مصمم إنك تشقلب الدنيا وتتأخر على حاجات الشغل عشان تلحق تصلح العربية للسفر. وفي الاخر الميكانيكي قالك مستحيل العربية تبقى جاهزة قبل يوم الحد.
وحضرتك مصمم تتصرف لوحدك برضه وبتحاول مع والدك إنك تستلف عربيته عشان تسافروا بيها، بس هو رفض عشان عنده مشوار مهم يوم الجمعة ومحتاج العربية. في الاخر بعت رسالة لصحابك وقولتلهم على المأزق ده، وقالولك لا مشكلة ولا حاجة، ويطلع إن حد من صحابك كان متفق مع اخته احتياطي إن احتمال يحتاج عربيتها في طلعة اسكندرية دي.
شفت بقى إن الانفراد بالمشكلة لوحدك من غير ماتدخل معاك الناس اللي ليها علاقة بالهدف أو المشروع أو الرحلة ممكن يعقد الدنيا أكتر. في المقابل المشاركة معاهم بأخر الأخبار واللي بيحصل بتساعد على إيجاد حلول أسرع، لإن مع بعض بترجعوا تركزوا على الهدف وتحلوا المشكلة.
٣- السؤال التالت: ايه الحلول المطروحة لحل المشكلة أو العائق؟
مهم اوي إننا نسمع كل الاقتراحات اللي تيجي على بالنا أو اللي تتقدملنا من حد تاني، من غير مانرفض أي حاجة من الحلول دي في الأول. بعض الاقتراحات دي ممكن تبان أحلام وصعب جداً تتحقق، بس المهم إنك تجمعهم كلهم وتحطهم قدامك على ورقة عشان تعرف تفكر فيهم بتركيز وبعد كده نشوف إيه فيهم واقعي وإيه برة دايرة تأثيري.
مثال: فاكرين في فيلم مطب صناعي بتاع أحمد حلمي ، لما كان عنده صفقة بطاطس لازم يسلمها والمخازن اللي كان فيها البضاعة اتحرقت. ساعتها افتكر كلام أبوه لما كان بيقولوا إن فيه أرض عندهم ممكن يزرعها وهو رد على أبوه وقاله ساعتها: مين مجنون هيروح يزرع في الصحرا (٢)…
وفي الاخر بقى هو الشخص ده اللي راح وزرع الصحرا واستخدمها كأحد الحلول اللي قدامه عشان ينقذ صفقة البطاطس والشركة ومستقبله. عشان كده لازم تسمع كل الاقتراحات وتحطها على الترابيزة من غير ماتستبعد حاجة في المرحلة دي.
٤- السؤال الرابع: إيه من الحلول المطروح لحل المشكلة جوة دايرة تأثيري وبيوصلني للهدف؟
هنا بقى نقدر نبتدي نفرز كل الاقتراحات المطروحة ونشوف ايه منها مناسب لحل المشكلة وايه ممكن نستبعده. مهم اوي في المرحلة دي إننا ندي لكل اقتراح من دول وقته في التفكير وحقه في إننا نراجع إذا كامن جوة دايرة تأثيري ويوصلني للهدف اللي لازم اكون مركز عليه اوي، حتى لو الهدف ده ممكن يبان صعب ومحتاج مجهود أكبر.
مثال: لو انت رايح انترفيو لشركة وانت مهتم جداً بالوظيفة دي ونفسك فيها، بس وأنت في التاكسي فجأة الدنيا وقفت والناس بتقول إن عشان فيه رياح جامدة اوي، فيه يفط إعلانات وقعت على الطريق وقفلته.
عندك كذا اقتراح لحل العائق اللي ظهر قدامك ده، ومنهم مثلاً إنك تحاول تحل مشكلة اليفط دي وتفتح الطريق، بس معلش هل ياترى ده جوة دايرة تأثيرك، حاجة انت تقدر تعملها يعني؟ وهل ياترى ده هيوصلك لهدفك إنك توصل الانترفيو في ميعادك؟
افتكر إن هدفك هو الوصول للانترفيو، في الحالة دي ممكن تروح لحل مختلف وجوة دايرة تأثيرك، زي إنك تنزل من التاكسي وتروح تركب مترو الانفاق مثلاً.
موقف من الواقع لتطبيق خطوات حل المشاكل
قصة توزيع المنتجات والهاند هيلد
في ٢٠١٤ في فرع التوزيع لمنتجات الشركة اللي كنت شغال فيها، كان بيتجمع مندوبين المبيعات كل يوم الصبح عشان ياخدوا جهاز زي الموبيل كده (هاند هيلد) مخصوص لإدخال أصناف البيع وطباعة الفواتير للمحلات وهم في السوق، وبيرجعوا الجهاز ده في آخر اليوم عشان يحصل تحميل وتحديث بيانات على نظام المعلومات.
المأزق: في يوم صحينا لقينا إن كابلات الفايبر الرئيسية في منطقة مدينة العبور اتسرقت ومفيش انترنت ومفيش طريقة لاتصال أجهزة الهاند هيلد بتاعة المندوبين بنظام المعلومات عشان تبقى جاهزة للشغل في السوق.
(خلي بالك إحنا كنا في ٢٠١٤، والانترنت الأرضي أساساً كان بعافية، فما بالك بإنترنت الموبيلات، مكنش ينفع إن يحصل تحميل للأجهزة دي بقوة انترنت من على الموبيلات).
أسئلة حل المشاكل:
السؤال الأول: المأزق ده يعتبر مشكلة ولا عائق؟ بما إني شخص مسئول عن المبيعات، وهدف الشركة إننا نوزع ونبيع المنتجات، فالعطل اللي حصل ده بالنسبة لينا هو مجرد عائق.
السؤال التاني: مين يقدر يساعد في حل المأزق ده؟ تواصلنا مع إدارة نُظم المعلومات وإدارة المخازن وشرحنا الوضع واتفقنا إننا نتعامل مع الموقف كأنه عائق ونركز في تحضير طريقة تانية لتوزيع المنتجات وإيصالها للمحلات. فكده بقينا متفقين على التوجه وبلغنا الجهات اللي ليها علاقة بالموضوع.
السؤال التالت: ايه الحلول المطروحة لحل المشكلة أو العائق؟ كان فيه اقتراحات زي: ١- بعض الناس قالوا طب إحنا كده مفيش شغل انهاردة ونعتذر للعملاء… ٢- وناس تانية قالوا طب نروح السنترال الرئيسي ونشوف ممكن نعمل ايه هناك… ٣- نحاول نلاقي مصدر انترنت تاني في المكان اللي احنا فيه، زي الموبيلات نحمل من عليه الأجهزة… ٤- أو نروح مكان تاني فيه انترنت قوي لتحميل الأجهزة… ٥- وناس قالتلك طب الناس تطلع السوق عادي ويكتبوا المبيعات على ورقة وقلم ونبقى نسلم العملاء الفواتير المطبوعة اليوم اللي بعده.
السؤال الرابع: إيه من الحلول المطروح جوة دايرة تأثيري وبيوصلني للهدف؟ بتركيزنا على الهدف الخاص بتوزيع المبيعات، مفكرناش في موضوع إصلاح الانترنت اللي في المنطقة، لإنها حاجة برة دايرة تأثيرنا وتخصصنا. وعشان انترنت الموبيلات كان بطئ، فمكنش ينفع إن يحصل تحميل للأجهزة دي بقوة انترنت من على الموبيلات… استبعدنا المقترحات رقم ١ و ٢ و ٣.
ابتدينا نشتغل على جانبين، نشوف أماكن ممكن يكون فيها انترنت قوي، زي المكتب الرئيسي أو أقرب فروع توزيع لينا من مدينة العبور… وابتدينا نحضر برضه من ناحية تانية، خطة بديلة إننا ممكن نشتغل اليوم ده بورقة وقلم في السوق. طبعاً ده مكانش الوضع المثالي، بس كل ده كان ممكن نتقبله مقابل إننا نوصل لهدفنا الرئيسي، وهو توزيع المنتجات.
في الأخر قررنا ننفذ المقرح رقم ٤ والخطة نجحت وتم تحميل وتحديث أجهزة الهاند هيلد في المكتب الرئيسي وفريق المبيعات ابتدى رحلته متأخر ساعة ونص اليوم ده، طبعاً ده كان تأثير سلبي مقبول جداً وكان أقل ضرر ممكن نوصل ليه عشان نوصل لهدفنا في وسط المأزق اللي حصل ده.
الخلاصة:
مهما كانت المعضلة اللي بتقابلك ومهما كان المجال اللي بنتكلم فيه سواء شخصي أو عملي؛ إجابات الأربع أسئلة دول هيساعدوك في حلها. ابدأ توضيح المأزق ده مشكلة ولا عائق عن طريق تحديد علاقته بهدفك الرئيسي، وبعده عرف الناس اللي ليها علاقة بالموضوع وخليهم يساعدوك، من هنا تجمعوا الاقتراحات كلها وتحطوها على الترابيزة من غير ماتشيلوا أي حاجة دلوقتي، وفي الاخر شوف ايه من الاقتراحات دي جوة دايرة تأثيرك ويساعدك في الوصول للهدف وابدأ التنفيذ وحل المشكلة.
المصادر والمراجع:
١- أحد مقالات سلسلة بداية جديدة
بداية جديدة – الجزء الرابع: التفكير والتخطيط – اتعلمت إيه؟
٢- مشهد من فيلم مطب صناعي