قاسم المطبلاتي – الناس في الشغل

المجتهد ضد المطبلاتي – أنواع كتير من الناس في الشغل

رغم النصائح اللي ممكن أكون بديها لصحابي ساعات عن التعامل مع الناس في الشغل وازاي تتجنب تحكم على الناس بالمظاهر, إلا إني وقعت في نفس الغلطة. من ٤ سنين بالضبط, لما نقلت شغل في شركة جديدة وفي أول يوم ليا قابلت واحد معايا في الفريق هنسميه: جميل. “جميل” عشان يبقى الجديد بال “ج” ومحدش يتلخبط. أستاذ جميل ده بقى شبه جداًً في الشكل واحد كان معايا في الشركة القديمة، خلينا نسميه “قاسم”… جميل —> جديد / قاسم —> قديم

قاسم المطبلاتي

قاسم ده كان مجتهد في شغله بس كان فيه عيب قاتل: كان مطبلاتي، كان بيحابي لمديرينه بزيادة حتى لو ضد رأيه الشخصي. نظام عاش الملك مات الملك؛ يبقى لسه واقف مع زمايله بيقولهم على رأي أو توجه في موضوع معين، ويجي المدير يقول رأي تاني، وفجأة ياسبحان الله تلاقي قاسم غير كلامه وبيأيد وبشدة كلام المدير ولا كأنه متبني الرأي ده من صغره.
لا وكمان تلاقي قاسم ده مزودها أوي في عرض الدعم والخدمات للمدير؛ ممكن حتى يعرض إنه يوصل مديره ويجيبه من بيته كل يوم، حتى لو مش في سكته خالص…

على فكرة؛ مبدأ “عاش الملك مات الملك” ده يفرق عن مبدأ “اربط الحمار مطرح مايحب صاحبه”… على الأقل في المبدأ التاني الشخص ممكن يعرض وجهة نظره ويتناقش فيها؛ أو حتى لو معرضش وجهة نظره؛ مبيعملش دور المؤيد الشديد لرأي المدير وبيكتفي بس بتنفيذ التعليمات…

المديرين الشاطرين اللي عندهم ثقة في نفسهم مبيحبوش خالص الناس في الشغل اللي من نوعية أستاذ قاسم ده، عشان النظام ده بيخلي المدير يفقد الثقة خالص في الموظف وبيعطل تطوير الشغل.

 أكتر لحظة بتخلي المدير الشاطر يخاف لما يلاقي الفريق كله موافق على رأيه من غير طرح وجهة نظر تانية. ساعتها بيحس انهم مش هيطوروا كفاية لإنه بيفكر لوحده مش كمجموعة, حتى لو هو متفوق علميا وهو اللي بيقود الفريق.

أنا مقتنع إن المدير الشاطر بيدور على الأذكياء واللي أشطر منه عشان هم اللي يوجهوا الفريق ويبقى دوره هو تنسيقي أكتر واتخاذ القرارات الصعبة معاهم.

جميل الجميل

نروح بقى لأستاذ جميل، من ساعة ماشوفته وأنا راسمله في دماغي صورة قاسم بالضبط بكل تفاصيله. قاعد مستني أشوف جميل هيبدع ازاي في إنه يخلي كل حاجة على هوايا ويجي يقدم فروض الولاء والطاعة بشكل مبالغ فيه. يعني أنا علمت على الراجل من قبل مايفتح بقه حتى. 

وعشان أنا حاطه في دورمعين، بقيت بشوف حاجات عادية جدا كنوع من التطبيل البدري بدري. مثلا يعني الراجل يقولي كلام عادي زي: “سمعنا عن حضرتك كل خير, وإن شاء الله نشتغل مع بعض بشكل قوي ونستفيد منك ونطور الشغل”… كلام جميل من أستاذ جميل وطبيعي إنه يتقال ومفيهوش مشكلة, لكن كنت بحطه في قالب التطبيل.

غلطتي إني كنت ببص للموضوع بنظرة واحدة بس: الراجل ده جاي يطبل زي قاسم وباب الثقة معاه اتقفل خلاص… مش قولتلكم باب النجار كان مخلع ووقعت في غلطة الحكم على الناس في الشغل بالمظاهر.

لحد ما اسبوع ورا التاني، واجتماع ورا اللي بعده لقيته واحد تاني خالص. لقيت جميل بيعارض أفكار أقولها ويقدم حلول مبتكرة وبيساعد في تطوير الشغل بشكل إيجابي. جميل كان بيقدم روح من التعاون والدعم ليا وللفريق على حد سواء. جميل مكانش بيظبطني بزيادة عشان أنا مديره، بالعكس علاقته بزمايله القدام أقوى ودي حاجة طبيعية.

ازاي اتعامل مع المطبلاتي؟

إجابة السؤال ده بتفرق طبعا لو أنت مدير المطبلاتي, وده أكيد غير لو أنت زميله أو زميلتها. مبدئيا أنا مقتنع إن نجاح الشخص في التعامل مع الناس في الشغل بيأثر بشكل كبير على:

1- صحته وراحته النفسية
2- نجاحه في العمل
3- حب واحترام الأخرين

المدير موقفه مش سهل برضه,لإن ساعات المدير مبيبقاش متأكد من نية الشخص. ممكن تكون تعبيراته بتدل على نوع من إظهار الحب و الاحترام والتقدير. ومن ناحية تانية ممكن يكون بيطبل وخلاص عشان ينول الرضا. عشان كده المدير محتاج يتعامل ميري أو رسمي شوية في الأول لحد مايضبط طريقة التعامل ويكشف النوايا.

مش المقصود بالتعامل الميري أو الرسمي إني أبقى سخيف, لكن إننا نبقى واضحين ايه المطلوب من الشخص ده كمهام عمل. معيار التقييم والحساب مع الناس في الشغل عامة والمطبلاتي خاصة لازم تبقى واضحة للجميع. ساعتها المطبلاتي هيركز في معايير التقييم اللي المفروض يأدي فيها مهام شغله, مش يركز في تمجيد وتفخيم علاقات شخصية.

أما بقى لو أنت زميل للمطبلاتي, فأنت ماتملكش في ايدك غير إنك تقدم شغلك وتركز في معايير النجاح. ومانصحكش خالص تروح تتكلم عن المطبلاتي وتشتكيه عند مديره أو عند إدارات تانية. عشان أنت مش ضامن علاقة المطبلاتي بالشخص اللي أنت رايح تشتكيله. مش يمكن المدير ده يطلع عنده عقدة نقص بيكملها بالتمجيد اللي بيجيلوا من المطبلاتي. بس طبعا لو لقيت انك مظلوم في شغلك واللي يخص مهام عملك, دي قصة تانية وحقك تتكلم عن نفسك وأدائك, بس متتكلمش على غيرك.

الخلاصة:

 أول حاجة، متحكمش على حد غير ماتتعامل معاه بنفسك، مش عشان شبه حد ولا بيفكرك بحد يبقى عامل زيه في كل تصرفاته، بنشوف كتير توأم وبيبقوا نسخة من بعض في الشكل بس مختلفين تماماً في التصرفات والطباع…

تاني حاجة، محدش كبير على إنه يغلط ويتعلم ويفتكر اللي درسه ويحتاج يطبقه عملي مش بس نظري. قبل الموقف ده بكام شهر كنت بدي تدريب على إزاي إننا منسبش الأفكار المسبقة عن شخص معين تبقى هي أساس الحكم عليه 🙂 

ولايسعني في الاخر غير إني أقول إحنا أسفين ياجميل

Comments 3

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *