المناطق الزرقاء في العالم! الجزء الأول  


هحكيلكوا ايه اللي بدأ معايا موضوع المناطق الزرقاء و ايه هي أساسا. من فترة كنت بتغدى مع واحد معايا في الشغل في مطعم؛ أنا طلبت طبق سلطة وشوية أكل خفيف من اللي قالي عليه “ده أكل عيانين”. وهو طلب برجر عنيف من اللي هو بيبظ كاتشب ومايونيز من كل حته وتاكله وتتنح يومين بعدها… وقالي “ياعم اطلب أكل عدل، هو الواحد هيعيش كام مرة”… بعد ما قال الجملة دي حصلي زي الأفلام كده كأن الدنيا وقفت حواليا وفضلت مركز أوي في اللي قاله. جملته كان.  بتلخص وبتجمع مفاهيم كتيرة عندي عن ازاي الواحد المفروض يعيش، ورحت قايله “بالضبط، بالضبط، هو الواحد هيعيش كام مرة” وطبعاً طلبت طبق السلطة وهو ضرب برضه البرجر المتين وأكيد بعدها مكانش قادر يقوم من على الكرسي.

نفس الجملة بالضبط كل واحد مننا كان بيبصلها من منظور تاني خالص. طبعاً احنا كنا بنتكلم ساعتها على الأكل، بس الفكرة نفسها بتطبق على حاجات كتيرة في حياتنا.

المناطق الزرقاء:

 من سنة كده كنت اتسحلت في فيديوهات ومقالات عن المناطق الزرقاء في العالم اللي فيها الأشخاص بيعيشوا في المتوسط عدد سنين أكبر من متوسط باقي الأعمار في العالم، بيوصل ل٩٠ و ١٠٠ سنة كمان، هم خمس مناطق في العالم: 

١- أوكيناوا في اليابان 🇯🇵 

٢- سردينينا في إيطاليا 🇮🇹 

٣- نيكويا في كوستاريكا 🇨🇷 

٤- إيكاريا في اليونان 🇬🇷 

٥- لوما ليندا في أمريكا 🇺🇸 

نرجع بقى للجملة بتاعة “هو الواحد هيعيش كام مرة؟” عشان هي دي مربط الفرس في كلامنا على أسرار الناس اللي عايشين في المناطق الزرقاء دول. رؤية الناس دي للتقدم في السن ومشاكل الحياة وطريقة الأكل وعلاقتهم بأسرتهم وصحابهم، بتبقى بشكل ايجابي جداً. كمان بياخدوا الأمور ببساطة وعلى القد وكل حاجة بالمعقول، مفيش حتة الشره والجشع الزيادة أو انهم يبقوا فاكرين ان كل لما ياكلوا زيادة أو فلوس زيادة أو شبكة علاقات زيادة هو ده اللي هيخليهم يبقوا مبسوطين على المدى البعيد. بالعكس، انت لما تشوف في الفيديو ده أسلوب وطريقة حياتهم هتلاقيها بسيطة جداً. هو طويل شوية، بس كده كده هنجيب منه كذا نقطة في المقالات اللي جاية:

هنتكلم أكتر عن كذا نقطة من حياتهم بشكل تفصيلي في المقالات اللي جاية. بس فعلاً عقليتهم ورؤيتهم للأمور بشكل ايجابي وحبهم للحياة بالشكل الصحي والمفيد، هو اللي مخلي أسلوبهم وطريقة تعاملهم عامل مساعد في إنهم يقدروا يعيشوا وقت أطول وأسعد، ودي حاجة مشتركة بين المناطق الزرقاء دي..

هو الواحد هيعيش كام مرة؟

ممكن يكون فيه عوامل بيئية وجينات وراثية مأثرة في الظاهرة اللي هم فيها. بس بشكل عام العوامل المشتركة في عقليتهم وتعاملهم مع الحياة فارقة فعلاً في طريقة حياتهم السعيدة. فيه دراسات بتقول إن تأثير الجينات على حياتنا ١٠٪؜ بس، وال٩٠٪؜ التانيين متحددين من أسلوب حياتنا اللي بنختاره.

المهم إنك متمشيش ورا الكلام المرسل اللي بيتقال زي “هو الواحد هيعيش كام مرة؟” أو “احييني انهاردة وموتني بكرة”… لإن من غير ماتحكم عقلك وتفكر، هتأذي نفسك على مدار عمرك اللي جاي. هو الواحد فعلاً بيعيش مرة واحدة عشان كده لازم ياخد باله منها ويتأكد إنه بيعيشها بالشكل الايجابي الصح. بالشكل اللي يخليه يعيش من غير ماتبقى كل حياته اللي جاية تعب وأمراض وهم وحزن. كل حاجة بتعملها دلوقتي هتأثر عليك بكرة وبعده وبعده وباقي عمرك…

أكل عيانيين في المناطق الزرقاء:

فكر تاني كده في الكلمة اللي بتتقال على الأكل الصحي بتاعة “ده أكل عيانيين”. ماهو العيان ده واحد تعبان ومحتاجين نصلحله الحاجة اللي بايظة عنده، من خلال الأكل الصحي، ده معناه إن الأكل ده هو الصح وهو اللي بيصلح الجسم، ليه بقى أبوظ صحتي بأكل مش صحي وبعد كده أصرف اللي ورايا واللي قدامي على العلاج لما أكبر. طالما اقدر اخليني في الأكل الصحي من دلوقتي واستثمر في حياتي لقدام…

تاني، الموضوع مش بس أكل، الفكرة في إنك تبقى بتخدع نفسك وعايش اليوم بيومه وتبقى فاكر إن السعادة اللحظية بتاعة انهاردة مفيهاش مشكلة، مع أنها ممكن تضرك باقي حياتك..  محدش مثالي ومحدش يقدر يبقى ماشي مضبوط ١٠٠٪؜ في كل حاجة. بس فكر ازاي تغير عقليتك و انك توازن حياتك وتتبسط وفي نفس الوقت تستثمر في نفسك وصحتك على المدى البعيد.

تنويه هام:

قبل ماتتعصب وتقول هنطول العمر وهنكفر بقى ولا ايه؛ أنا مؤمن طبعاً إن الأعمار بيد الله ومفيش حد يقدر يقصر ولايطول عمره عكس أجلها للي متحددله، بس لا أنا ولا أنت نعرف الأجل ده امتى، ممكن يبقى بكرة وممكن يبقى كمان ٧٠ سنة… على الأقل بقى نحاول في الفترة دي نبقى مفيدين لنفسنا ولغيرنا ونتعلم وندرس الحقائق اللي موجودة حوالينا عن الأشخاص دول، اللي مش بس الأطول عمراً، لكن كمان الدراسات بتأكد إنهم من أكتر الأشخاص سعادة في العالم…

الخلاصة:

إن الواحد يهتم بنفسه وأسلوبه في الحياة دي المرحلة الأولى في إنه يبقى شخص سوي نفسياً ومتزن جسدياً وعقلياً وعاطفياً ويقدر يطور ويحسن مهاراته الحياتية سواء في التواصل مع الأخرين أو قيادة فريق أو إدارة مشروع أو تطوير أي مجال هو شغال فيه؛ وعلى الأساس ده لقيت إن الموضوع ده مناسب لهدف المدونة وتطوير المهارات الشخصية وإننا نتعلم من كل حاجة حوالينا.

Comments 2

  • فكرة المقاله هايله والبداية ممتازه بس اعتقد انها مناسبه ومفيدة لفئة معينة من المصريين ذوى الفكر العالى والعزيمة القوية والامكانيات المادية المناسبه….
    وبالتوفيق ا شاء الله🙏

    • شكراً لتعليقك ومشاركتك؛ طريقة التفكير واختيار كيفية التعامل مع الأمور اللي برة ايدينا مش محتاجة امكانيات مادية ولا ظروف اجتماعية عالية؛ الكلام ده بينطبق على جميع المستويات لإنه خاص بفكر الإنسان ونظرته للأمور مهما كانت صعبة؛ والدليل إن ممكن نلاقي ناس زمان في الأرياف في منتهى السعادة والرضا والصحة رغم إنهم مبيملكوش فلوس كتير؛ الموضوع كله في طريقة نظر كل واحد للظروف والتأقلم بشكل ايجابي، ومعرفة ايه اللي في ايده يغيره وايه اللي برة الدايرة بتاعته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *