بداية جديدة – الجزء الرابع: التفكير والتخطيط

“الفشل في التخطيط هو تخطيط للفشل”
Failing to plan is planning to fail
ده أهم مبدأ هنتكلم عليه في المرحلة التانية لأي بداية جديدة أو تغيير أو تطوير…

ومتقلقش إن تنفيذ المبدأ ده يكون معقد وصعب، هو سهل وبسيط نظرياً وعملياً كمان. هم خمس خطوات بسيطة نرتب بيهم تفكيرنا وهنلاقي موضوع التخطيط ماشي بشكل أحسن. الخطوات دي تنفع في مواقف بسيطة وحاجات صغيرة، وتنفع برضه لقرارات مصيرية ومشروعات كبيرة.

فكرة WiN لتحقيق بداية جديدة والوصول للأهداف!

التفكير والتخطيط اللي بيتبني على المعلومات هو الجزء الثاني من رؤية WiN اللي عرضناها قبل كده في مقالة: بداية جديدة – الجزء الثالث : ليه التغيير؟ (١)

فكرة WiN بتتكون بكل بساطة من:
١- W (Why) —> ليه. وهي دي نقطة الانطلاق والأساس لأي بداية جديدة ونجاح ممكن نوصله، واتكلمنا عنها أكتر في المقالة اللي فاتت: ليه التغيير (١)
٢- i (insights) —> المعلومات (التفكير).النقطة دي ليها علاقة بالبحث والتحضير ووضع الخطة والاستراتيجية اللي همشي عليها للوصول للهدف وتحقيق بداية جديدة, زده تركيزنا في مقالة انهاردة.
٣- N (Navigation) —> السواقة. ازاي تتحرك في خلال السنة أو الشهر أو المدة اللي انت محددها لتحقيق بداية جديدة وتوصل لهدفك. ازاي تتابع أدائك وتتخطى المشاكل اللي ممكن تقابلك.

*أي لينك لمقالة خاصة بالمدونة بتاعتنا أو أي مصادر تانية هيبقى في أخر المقالة الحالية عشان ميحصلش تشتيت ليك وانت بتقرا وتتحرك بين كذا موضوع…

خمس خطوات للتفكير والتخطيط لبدء بداية جديدة

١- تجميع المعلومات: هنا بتبتدأ تجمع في دماغك أو تكتب على ورقة أو لاب توب، كل المعلومات المتاحة قدامك عن المشروع سواء حاجة شخصية أو في الشغل. وماتكتفيش بس بالمعلومات المشهورة أو الحاجات اللي تعرفها حالياً، اعمل مجهود. اسأل ناس فاهمة في المجال ده، اتكلم مع مديرك ولا أهلك، استشير حد يكون عمل بداية جديدة مشابهة للي بتحاول توصله. دور على الانترنت، اقرا كتب، شوف فيديوهات، ثقف نفسك واتعلم عن المشروع ده عشان تبقى جاهز للخطوة اللي بعدها.

*كلمة مشروع ممكن حد يشوفها كبيرة شوية على حاجات يفتكرها بسيطة زي إنه يقرا أو يخس أ يلعب رياضة. بس هو ده مشروعك الشخصي ولو “ال ليه” بتاعتك قوية عشان تبدأ بداية جديدة يبقى التغيير ده بالنسبة ليك مشروع شخصي وقصة مهمة.

٢- مراجعة الاختيارات: بعد ماجمعت المعلومات عن طريقة الوصول لهدفك، أكيد اكتشفت واتعلمت وسائل وأفكار جديدة. محتاج دلوقتي تحط كل الطرق دي جنب بعض، وترسمهم قدامك على ورقة أو تكتبهم على اكسيل شيت. فكرة إنك تخلي الاختيارات واضحة وشايفها قدام عينك بتفرق جداً في إنك تتخيل المستقبل وترتب أفكارك. حط كل الاختيارات المتاحة قدامك، متستبعدش حاجة منهم دلوقتي، حتى لو شكلها صعب في الوقت الحالي.

٣- الرجوع للغاية: ارجع تاني لأصل الحكاية، العمود الفقري للمشروع؛ الغاية والهدف. “ال ليه” هي المرجع والمصدر لسر النجاح في أي بداية جديدة. شوف انت عايز توصل لإيه وبص على الاختيارات وفكر ايه الطرق اللي بتقربك للهدف ده. حدد الاختيارات اللي بتوصلك للهدف مباشرة، وتركيزها كله على “ال ليه”. واستبعد الطرق التانية، حتى لو كويسة لكن نتيجتها بعيدة شوية عن الهدف اللي انت عايزه.

٤- أسوأ الظروف: بعد ماقللت عدد الاختيارات وحددت أكتر الطرق اللي بتحقق الهدف الحقيقي، محتاج تتخيل أسوأ الظروف من كل اختيار من الاتنين أو التلاته اللي فاضلين دول. المقصود بأسوأ الظروف هنا إن لو الخطة مامشيتش زي ما أنت عايز، هتبقى خسرت ايه؟ ايه المشكلة اللي هتحصل؟ تحديد أسوأ الظروف بيخليك مهيأ نفسياً لأصعب الاحتمالات وبيخليك مطمن إنك حاطط سيناريو الفشل بواقعية في دماغك.

الهدف هنا مش إنك تحبط نفسك قبل ماتبدأ، بكل بساطة الهدف إنك تحدد تكلفة المخاطرة بتاعة كل احتمال أو اختيار من اللي فاضلين. وتقرر دلوقتي ايه أقلهم ضرر عليك وتاخد قرار في أفضل اختيار مناسب ليك دلوقتي

٥- تحديد المسار: وصلت خلاص انك قررت ايه أفضل طريق مناسب ليك بعد ماعديت بكل ال٤ خطوات اللي قبل كده. دلوقتي وقت إنك ترسم الخطة نفسها، وتحدد لنفسك أفعال معينة تعملها بشكل دوري. تكرار الأفعال دي وإنك تفرد المسار بتاعك على مدار زمني واقعي. خليك ماشي على خطوات ثابتة صغيرة أهم ١٠٠ مرة من إنك تحط لنفسك حاجة جامدة اوي عشان تعملها مرة واحدة وبعدها تنام تاني.

أنا مؤمن جداً بموضوع الربع ساعة يومياً ده (أنا معرفش فيه نظرية كده ولا أنا اخترعتها, بس هي نافعة معايا أوي)، إنك تعمل كل يوم حاجة لمدة ربع ساعة باستمرار، أحسن ماتعمل نفس الحاجة مرة في الاسبوع لمدة ساعتين. حتى لو في الاجمالي نفس الوقت، بس احساس إنك بتنجز حاجة كل يوم، حتى لو صغيرة، بيديك ثقة إن فيه تقدم. الخطوات الصغيرة المستمرة بتخليك تعلى بمستواك وأدائك وتفكيرك في الحاجة دي.

ده انهاردة لسه متقال ليا في الشغل من حد نبغة، جملة بتوصف المبدأ ده بالضبط:
“الاستمرارية أفضل من الشدة/القوة”
Consistency is better than Intensity

*مهم اوي تراجع مقالة: بداية جديدة – الجزء الثاني: أخطاء يجب تجنبها! (٢) عشان ماتلاقيش نفسك بتحط أهداف خارقة تعجيزية أو أهداف خايبة أو معندكش خطة واضحة. ساعتها هتبقى زي الأغلبية من الناس اللي مبيحققوش هدفهم.

مثال لتنفيذ خطوات التفكير والتخطيط

هنشوف دلوقتي إن الخطوات دي بسيطة بمجرد إنك تتدرب عليها. زي السواقة كده في أولها محتاج تركيز، وبعد كده بتمشي الدنيا بشكل تلقائي. وتطبيق الخطوات دي ينفع في بداية جديدة لحاجات شخصية أو في الشغل، في تغيير ومشاكل بسيطة أو في مشاريع كبيرة.

بداية جديدة مع الرياضة؟

ال ليه: . عايز أتميز في رياضة معينة وأنافس فيها وأحس بالتطور وإن المجهود الكبير اللي بعمله في التمرين ده بيوصل لنتيجة ملموسة. مش مجرد كل شوية أتمرن في حاجة مع نفسي من غير خطوات محسوبة أو نتايج. من غير ما ده كله يأثر على وقتي مع مراتي والولاد، عشان هم الأولوية.

التفكير والتخطيط:

١- تجميع المعلومات: قعدت اقرا شوية على الانترنت عن الرياضات اللي فيها مسابقات وبحبها.

٢- مراجعة الاختيارات: كتبت على ورقة المسارات المتاحة، زي الجري أو السباحة أو الدراجات.

٣- الرجوع للغاية: عايز اتميز وانافس في حاجة يبقى لازم اكون بحبها وعندي فيها مبادئ، فاستبعدت السباحة.

٤- أسوأ الظروف: الجري هيبقى تمرين فردي واقدر أجري في أي وقت وفي أي مكان، لو في تمرين فاتني، هقدر اعوضه.. لكن الدراجات محتاجة معدات وتمرين مع مجموعة في طرق معينة، و مواعيد معينة وأغلبها بيبقى يوم الجمعة، هياخد من وقت البيت. فاستبعدت الدراجات وقلت هركز في الجري عشان فيها مرونة في المواعيد والأدوات أكتر

٥- تحديد المسار: بعد ماقررت أركز في الجري، اتفقت مع واحد صاحبي (مدرب متخصص) يبعتلي تمارين أسبوعية واتفقنا فيها على الجري ٤ مرات في الاسبوع عشان يبقى رقم واقعي وفيه مجال للتعويض لو فيه يوم وقع مني لأي سبب.

والحمد الله لما مشيت على الخطوات دي واخترت بداية جديدة مناسبة ليا مع الرياضة; وصلت في الفترة اللي فاتت إني دخلت ٦ سباقات نص ماراثون وكملت ماراثون كامل (٤٢ كيلومتر) في شهر أكتوبر اللي فات.

الخلاصة:

مرحلة التفكير والتخطيط واضحة من أسمها وسهلة في تطبيقها لو مشيت على الخمس خطوات وأنت بتبدأ بداية جديدة… ببساطة: بتجمع معلومات عن التغيير اللي عايز تعمله، بتراجع كل الاختيارات المتاحة، بتفتكر الهدف الأصلي وتستبعد بعض الاختيارات الغير مناسبة، بتفترض أسوأ الظروف للاختيارات اللي فاضلة وتشوف أقلهم ضرراً لو الدنيا ممشيتش مضبوط، وبعد كده بتقرر مسارك وتحط خطة من خطوات بسيطة متكررة عشان تعلى بمستواك وتوصل لهدفك.

بس كده للمرحلة التانية، لسه فاضل مقالة كمان عن المرحلة التالته، وهي التنفيذ والالتزام والمتابعة مع الخطة اللي حطيتها.

المصادر والمراجع:

١- التفكير والتخطيط اللي بيتبني على المعلومات هو الجزء الثاني من رؤية WiN اللي عرضناها قبل كده في مقالة:

٢- مهم اوي تراجع مقالة: بداية جديدة – الجزء الثاني: أخطاء يجب تجنبها! – اتعلمت إيه؟ عشان ماتلاقيش نفسك بتحط أهداف خارقة تعجيزية أو أهداف خايبة أو معندكش خطة واضحة.
https://et3alemteh.com/?p=482#more-482

٣- أقرب مصدر لقيته بيعكس تفكيرنا في الخمس خطوات للتفكير والتخطيط، لو حابب تقرا أكتر عن الفكرة دي:
https://www.mindtools.com/a0chzjm/the-planning-cycle

Comments 9

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *