بعد اذن الفنان والزميل العزيز توم كروز، باين اوي ان فيلم توب غان هدفه الرئيسي هو الموظفين والاداريين وكل الناس في الشغل. ده مش فيلم ترفيهي وخلاص ولا فيلم تجاري أكشن معمول عشان خاطر الإرادات. لو قلتلكم اتعلمت ايه من الفيلم ده، هقولكم إني بجد حسيت إنه معمول لتدريس تنمية الفريق وتطوير الذات. تحس إن اللي عامله مدير إدارة موارد بشرية في شركة متخصصة, مش مبالغة والله بس فعلا الدروس فيه كتير أوي وهنتكلم عن أهم ٣ دروس ليا بس فيه أكتر بكتير (١).
من عدم الاهتمام تماماً, لزيارة توم كروز وتوب غان
أساساً الفيلم ده ولا كان في بالي أروح أشوفه خالص، لحد لما دخلت اجتماع مع ناس من برة مصر ولقيتهم بيتكلموا على عظمته وإننا كفريق عايزين نبقى زيهم. في الأول بصراحة قلت الناس دي فاضية وبيدوروا على أي فكرة تجمع الفريق من بلاد مختلفة، فطلعوا بأسهل حاجة جات قدامهم على النت وخلاص. المهم قلت هجرب واروح فيلم توب غان ده واشوف هو مجنن الناس في الشغل كده ليه.
كان بقالي كذا سنة أساساً مدخلتش السينما، لا أنا ولا مراتي اللي مش ملاحقة على القرود اللي عندنا (ربنا يخليهالنا ويقدرها علينا). صادفت إن كان عندي يوم أجازة ونهى (مراتي) في الشغل، والولاد في المدارس، قررت أروح الفيلم لوحدي. وعشان محدش يسيئ الظن بيا؛ أنا سألت نهى الأول، وقالتلي مش فارقلها تروح الفيلم ده… وفجأة وأنا في الفيلم لقيت نفسي بطلع التليفون وبكتب ملاحظات كأني في تدريب مع الناس في الشغل، شكراً توم كروز.
٣ مشاهد ب ٣ دروس ل الناس في الشغل:
١- المشهد الأول: القائد لازم يضيف لفريقه من خبرته العملية، زيادة عن اللي في الكتب
في المشهد ده، توم كروز رمى على الأرض كتاب عن الطيران القتالي وتقنيات أنواع الطيارات اللي الفريق بتاعه هيستخدمها في المهمة المطلوبة منهم… متفهمش غلط إن الدراسة والتحضير مش مهمين عشان الشخص يتطور ويعرف يحقق هدفه، لكن هو كان عايز يوصلهم رسالة إن الدراسة النظري من غير تطبيق وتدريب مش كفاية.
هنا كان رأي توم كروز إن كتاب زي اللي في ايد فريقه، موجود كمان في ايد العدو بتاعهم. وعلى الأساس ده هم لازم ينفذوا ويتميزوا بشكل مختلف. وده دوره كقائد للفريق إنه يضيف ليهم من خبرته العملية في التنفيذ أكتر من المعلومات اللي موجودة في الكتب وخلاص.
الناس في الشغل بتبقى ساعات فاكرة إن بمجرد القراية عن موضوع ولا إن حد ياخد كورس اونلاين هو كده خلاص هيتحول إلى شخص ناجح وقيادي قوي. كل ده يعتبر أكيد خطوة مهمة اوي، لكن من غير تنفيذ وتدريب عملي وتعامل مع الناس، كل الدراسة دي مش هيبقى ليها لازمة. ولازم مدير الادارة أو قائد الفريق يكون بيضيف لفريقه من خبرته ويعلمهم حاجة جديدة زيادة عن اللي مكتوب في الكتب أو بيتقال في التدريبات، ده دور الخبرة العملية.
٢- المشهد الثاني: الفريق بيتبني جوة وبرة مكان الشغل
بالنسبة لي ده أهم مشهد في الفيلم فرق معايا، وخلاني أفكر تاني ازاي اتعامل مع الناس في الشغل. في وسط ضغط الشغل والمهمة الصعبة جداً اللي كان توم كروز والفريق بتاعه في فيلم توب غان بيحضرولها؛ قرر ياخدهم برة مكان الشغل ويقضوا يوم على البحر. رئيس توم كروز في الشغل راحلهم هناك وسأل توم كروز انتوا بتعملوا ايه هنا وسايبين التحضير للمهمة؛ رد عليه وقالوا “أنت طلبت مني أبني فريق، وأنا هنا ببني فريق”.
خروج الفريق برة بيئة العمل وانهم يقضوا يوم مع بعض برة الكلام عن الشغل ومراجعة المحققات والمشروعات ومواعيد التسليمات، حاجة مطلوبة جداً جداً جداً… الناس في الشغل دول بشر برضه مش روبوتات، زي لما أي حد بيتبسط مع صحابه وعيلته وبيستنى يوم الجمعة ولا السبت عشان يفصل.
خلق روح الفريق جزء منها بيحصل جوة مكان الشغل وفي أثناء العمل من خلال طريقة الشغل المحترمة والمتابعة والمراجعةالعادلة. وجزء تاني بيحصل برة مكان الشغل. مابقولش نقلبها شركة رحلات وحفلات وعلطول نقضيها خروجات كل يوم وننسى إن فيه شغل؛ بس مهم من وقت للتاني نخرج برة الإطار المعتاد ونتبسط ونتكلم مع بعض على المستوى الشخصي ونفرح زي لما فرق الكورة كده بتفرح بعد الماتشات.
٣- المشهد التالت: متتخلاش عن حد من الفريق
في المعركة الأخيرة في الفيلم وأثناء أداء المهمة القتالية النهائية، كان في مقدور توم كروز إنه يرجع للقاعدة الجوية وينجو بحياته من غير خطر بعد ماخلص المهمة الرئيسية بنجاح. لكن اهتمامه بإنه ميسبش حد من فريقه وراه ويتخلى عنه خلاه يرجع وينقذ أحد أفراد الفريق اللي كان لسه في معركة شديدة مع العدو وكان هيتقتل خلاص. ونفس الكلام حصل من فرد تاني من الفريق لما رجع عشان ينقذ توم كروز نفسه.
من غير دخول في تفاصيل في الفيلم كتير بس أفراد الفريق اللي خاطروا بحياتهم عشان ينقذوا بعض، كان فيه بينهم بعض الخلافات والاختلافات في الأفكار والتوجهات، لا وكمان المنافسة بينهم كانت قوية جداً. كل ده ممنهعمش إنه يخافوا على بعض ويشتغلوا مع بعض كفريق واحد. وكنا اتكلمنا على نقطة مشابهة في مقالة: روح التعاون في الفريق – دروس من الرياضة (٢).
بص على الناس في الشغل حواليك هتلاقيهم مختلفين عنك في حاجات كتير، ولكل واحد دماغه وتفكيره وميوله السياسية والدينية والكروية اللي ممكن تكون مختلفة عنك. لكن طالما احنا فريق واحد; نتعامل مع بعض باحترام عشان ده الأساس في أي تعامل وكمان مانتخلاش عن بعض, عشان خاطر المصلحة المشتركة في الشغل أو عشان الاحترام اللي بينا وإن كل واحد فينا محتاج التاني في مرحلة ما, عاجلاً أم أجلاً, الدنيا دوارة برضه.
في الأول وفي الأخر احنا عايشين مع بعض في شركة واحدة ومربوطين مع بعض في فريق واحد، يبقى رغم اختلافتنا وخلافتنا لازم نلاقي حلول وسط وطريقة شغل مع بعض… اللي هيتخلى عن حد من الفريق انهاردة، حد تاني هيتخلى عنه بكرة وهيكسر روح الفريق وهتلاقي إن الضرر عائد على الشركة والمجموعة كلها, وده أكبر كابوس لقائد أي فريق.
الخلاصة:
حبيت أشارك معاكم اتعلمت ايه من أكتر ٣ مشاهد فرقوا معايا أوي في طريقة التعامل مع الناس في الشغل لما اتفرجت على فيلم توب غان مافريك ل توم كروز (عرض سنة ٢٠٢١)… ١- الخبرة العملية أساسية للتفوق بالإضافة للدراسة النظري. ٢-خروج الفريق من بيئة العمل المعتادة وقضاء وقت ممتع, أساسي لبنائه. ٣- عشان يبقى اسمه فريق لازم الاحترام المتبادل والاهتمام بكل أفراد المجموعة، حتى لو مختلفين عنك.
المصادر والمراجع:
١- مقالة بالانجليزي عن بعض دروس القيادة من فيلم توب غان:
٢- مقالة: روح التعاون في الفريق – درس من الرياضة: