روح التعاون في الفريق – دروس من الرياضة

أي حد هيفتكر إننا عشان نتكلم عن روح التعاون في الفريق, هنجيب أمثلة من شركات وإدارات أعمال كبيرة, وأكيد فيه كتير جدا, بس هنربط الموضوع ده برياضة الجري عن طريق انجاز تاريخي عمله فريق كامل مش شخص لوحده..

أنا بقالي سنتين مهتم أوي بالجري ودخلت أكتر من سباق نص ماراثون (٢١ كم)، ففهمت يعني ايه لما “إليود كيبتشوجي” جري ماراثون كامل (٤٢ كم) في أقل من ساعتين (وهو عنده ٣٥ سنة) ده إنجاز عظيم… للي مش مقدر الإنجاز؛ ٤٢ كم ده يعني من منطقة الشيخ زايد مثلا للتجمع الخامس، اللي هو ممكن عادي بالعربية في الزحمة تاخدها في اكتر من ساعتين 🙂

القصة هنا مش في الإنجاز العظيم ده بس، لكن في حجم الفرحة والسعادة اللي موجودة عند العدائين منظمين السرعة اللي كانوا بيساعدوا “إليود” ، اللي في الصورة فوق بيجروا وراه لابسين أسود، “إليود” طبعاً اللي قدام بيشاور بإيده لابس أبيض…

الإنجاز التاريخي ده منسوب بشكل رئيسي ل”إليود” من كينيا، هو اللي أسمه اتكتب في التاريخ كأول شخص يعمل الرقم ده، والصحف والتليفزيون وكل حاجة مركزة عليه، وطبعاً العائد المادي الأضخم جايله هو، هم بقى مستفيدين إيه لحجم الفرحة والسعادة ده كله؟؟؟ الموضوع شغلني اوي لدرجة اني بعت للعدائيين دول على الانترنت أسئلهم وأفهم منهم

توضيح:

التحدي ده كان معمول مخصوص ل”إليود” عشان يكسر رقم الساعتين، مش جزء من سباق ماراثون عادي؛ عشان كده كان فيه ٤١ عداء تانيين بيساعدوه (٣٥ أساسي و ٦ احتياطي)، العدائين دول دورهم إنهم يجروا حواليه، في مجموعات بتتبدل كل شوية، عشان ينظموا ل”إليود” مستوى السرعة اللي لازم يحافظ عليه عشان يكسر رقم الساعتين + تشجيعه وتحفيزه + كانوا بيجروا قدامه لتقليل تأثير الهواء عليه

أفراد الفريق:

ال٤١ عداء دول أعمارهم من أول ١٨ سنة لحد ٤٤ سنة وتقريباً من ١٠ بلاد مختلفة من معظم قارات العالم، أكيد كان فيه مقابل مادي، بس الفرحة والسعادة والفخر اللي اتكلمه بيه في اللقاءات اللي بعد الحدث تورينا إن الموضع بالنسبة ليهم اكتر من مجرد شوية فلوس

شوية منهم ردوا عليا لما بعتلهم، وقعدت اتفرج على لقاءات على النت للباقي؛ معظمهم كانوا شايفين الصورة الأكبر لهدف التحدي، ونجح “إليود” إنه يخلق روح من التعاون في الفريق وحالة انسجام حوالين التحدي وإنه مش مجر إنجاز شخصي ليه هو وخلاص، لكن قد ايه ده حدث للبشرية كلها وممكن يعمل تأثير إيجابي في حياة الناس بشكل عام.

أشهر جملة ل”إليود” هي : No Human is limited … لايوجد إنسان محدود. هو بيوضح دايماً إن رياضة الجري رغم إنها رياضة فردية لكن بتلهم وبتأثر على كل اللي بيشوفوك وبتحسس الناس التانية بقدرتهم وإنهم كمان يقدروا يقوموا ويتحركوا و كل واحد يعمل إنجاز على قده.. فيه ناس مبتجريش خالص ولو اتحركوا ١٠٠ متر نفسهم يتقطع، بس لو اتمرنوا شوية هيقدروا يعملوا ال١٠٠ متر دول وال٢٠٠ متر كمان بشكل أفضل، وده بالنسبة ليهم يعتبر إنجاز

مش جاي اتكلم على فوائد الرياضة وأهمية الجري، لكن بوضح إن إيمان “إليود” بأفكار معينة وإنه دايماً كان بيتكلم عنها؛ جمع حواليه ناس من حتت كتيرة في العالم وخلق الحماس والترابط المطلوبين عشان يبقى معاه فريق واحد بيشتغل لهدف مشترك في التحدي ده. قدر يخلى المنفعة تبقى عامة للناس كلها، وطلع التحدي برة شكل إنه انجاز شخصي لإنه يبقى حاجة أكبر بكتير ومصدر للإلهام لكل اللي تابعه…

روح التعاون في الفريق من وجهة نظرهم:

هقولكم شوية من الكلمات اللي استخدمها العدائيين المنظمين للسرعة في ردودهم عليا في وصف سبب حماسهم للمشاركة وسبب فخرهم بالإنجاز ده واللي بيوضح إيمانهم بالتحدي ده وفهمهم للصورة الكبيرة والهدف والمغزى اللي من وراه؛ التشابه في ردودهم ورؤيتهم للتحدي يأكد على الرؤية الموحدة دي، وده أكبر نجاح قدر يعمله “إليود” في رأي الخاص؛ قدر يخرج التحدي من مجرد انجاز شخصي في رياضة الجري لإنه يبقى هدف جماعي وليه معنى ورسالة عامة تأثر في حياة الناس كأفراد وإيمانهم بنفسهم:

-“فيكتور شومو” من كينيا: كنت عايز أساعد “إليود” في إحداث تأثير ايجابي في حياة الاخرين. التعاون والالتزام كانوا من أهم عوامل نجاحنا…

-“شادراك كويتش” من كازخستان: كل حد فينا كان عايز يبقى جزء من صناعة التاريخ. أهم قيمة عمل بينا كانت الاحترام…

-“كوتا موراياما” من اليابان: أتشرف بمشاركتي في إنجاز عظيم للبشرية زي ده. كلنا كان لدينا الدافع والرغبة في المساعدة في هذا التحدي…

-“هيلاري بور” من أمريكا: مبسوط جدا بمشاركتي في الحدث التاريخي ده. لم أرى مثل هذه الأجواء والروح من قبل رغم مشاركتي في دورتين للألعاب الأوليمبية سابقاً…

الخلاصة

نجاح التحدي ده مش نجاح “إليود” لوحده، لكن نجاح الفريق كله وده بشهادته شخصياً إنه مكنش يقدر يحقق الانجاز ده من غير الفريق، لما قال: ” ١٠٠٪؜ من عملي الشخصي لا يساوي ١٪؜ من عمل الفريق ككل معاً، هذه هي روح العمل كفريق، وهذا ما أؤمن به”…

أهم حاجة خليت الفريق متحمس ومهتم؛ إنه شاف الصورة الكبيرة للي بيعملوه وإنهم فهموا أهميته… لو انت بتقود فريق أو جزء من فريق لازم الصورة الكبيرة والهدف اللي بتعملوا كل ده عشانه تبقى واضحة للكل، دي من اكتر الحاجات اللي ممكن تجمع أي فريق وتخلق الترابط الفكري والتكاتف الفكري المطلوب…

للي مهتم أكتر عن التحدي ده يقدر يشوف كل التفاصيل في الموقع ده:

http://ineos159challenge.com

Comments 88

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *