٣ دروس من كتاب مدير الدقيقة الواحدة

كتاب مدير الدقيقة الواحدة بيمثل مقولة “خير الكلام ماقل ودل” عدد صفحاته وكلماته مش كتير لكن الفايدة اللي فيه كبيرة جداً، خصوصاً لو انت بتقوم بإدارة أفراد في فريق، أو حتى لو انت جزء من فريق… ال ٣ دروس اللي هنتكلم عليهم مفيدين سواء انت بتتعامل مع فريقك جوة الشغل ولا أنشطة طلابية في الجامعة ولا المدرسة، ولا حتى مشروع صغير بتبدأه مع أصحابك على القهوة.

واحد من الاتنين المؤلفين ل كتاب مدير الدقيقة الواحدة هو سبنسر جونسون اللي ألف برضه كتاب “من الذي حرك قطعة الجبن الخاص بي؟” وده كتاب مشهور عن تطوير الذات وطريقة التفكير بشكل قوي (١). الكتابين دول خدوا نسبة اعجاب ٩٣٪؜ و ٩٤٪؜ من مستخدمي جوجل كتقييم ليهم. كتابنا انهاردة تم إصداره أول مرة سنة ١٩٨٢ لكن المبادئ اللي فيه مستمرة وصالحة لأي وقت لإنها بتخص التعامل مع البشر، اللي فيهم أساسيات مبتتغيرش.

أهم مقولة في كتاب مدير الدقيقة الواحدة

في رأيي أول مقولة في الكتاب ده هي من أهم الآراء بشكل عام في إدارة الأفراد والفرق، المقولة بتقول: “الافراد الذين يشعرون بالرضا عن أنفسهم، يقدمون نتائج أفضل”… الجملة دي بتمثل فكر ومدرسة مهمة جداً وهي إن الأفراد اللي شغالين معاك دول بشر مش محرد روبوتات ولا ماكينات معندهمش احساس وتديهم أوامر وينفذوها. كلنا بشر مليانين من جوانا مشاعر وأحاسيس ودماغ بتفكر علطول، وهي دي ميزة البشر، لإن توجيه واستخدام قدراتهم بشكل صحي بيديلك نتايج أفضل بكتير من توقعاتك.

اللي بقوله ده مش كلام مرسل ولا عشان مكتوب في كتاب مدير الدقيقة الواحدة يبقى سمعاً وطاعة وخلاص، بالعكس الكلام ده أثبتته دراسات كتيرة (وهنسيب في المصادر في الآخر لينك ليهم). مثال: عندنا دراسة من مؤسسة “جالوب” ودي من أشهر المؤسسات عالمياً المتخصصة في إدارة وتقييم الافراد، الدراسة بتقول إن الشركات اللي الافراد فيها مرتبطين بشغلهم بيحققوا ربحية اكتر بنسبة ٢١٪؜ وانتاجية احسن بنسبة ١٧٪؜ عن الشركات التانية اللي فيها الافراد مش مرتبطين بمكان الشغل (٢).

مبادئ كتاب مدير الدقيقة الواحدة

خلي بالك إن في المقولة في كتاب مدير الدقيقة الواحدة هو استخدم كلمة “الافراد الذين يشعرون بالرضا عن أنفسهم”، يعني الموظفين أو أفراد الفريق اللي حاسيين انهم بيتطوروا ويتعلموا وليهم فايدة واضافة ليهم وللمكان اللي هم فيه. وفي الدراسة بتاعة “جالوب” استخدم كلمة “الافراد المرتبطين بمكان الشغل”، والارتباط هنا مش بس فلوس وخلاص، ممكن أبقى في مكان بيديني فلوس معقولة، بس بيتعامل معايا بشكل سئ… وبرضه الارتباط مش تعامل كويس واحترام وخلاص، ممكن أبقى في مكان كده بس مبتعلمش فيه حاجة ومحلك سر، أو تبقى فلوسه قليلة…

هنا يجي دور ال٣ دروس بتوعنا انهاردة في تحقيق التوازن في ادارة الافراد لتحقيق نتايج، لإن في الاخر الشغل والمشاريع بتتقاس بتحقيق الاهداف المطلوبة مش مجرد مستوى سعادة الافراد:

١- أهداف الدقيقة الواحدة:

كتاب مدير الدقيقة الواحدة بيأكد على إن وضع الأهداف بشكل سليم بيخلي الافراد في الفريق عارفين ايه المطلوب منهم وهيتحاسبوا على ايه، عشان ميبقاش في مجال حد يجي يقول الشغلانة دي ماتخصنيش ولا روح شوف حد تاني يعملها. الكتاب بيقول إن لازم اهدافك تبقى واضحة لدرجة انك ممكن تشرح لشخص الهدف ده في دقيقة واحدة بطريقة مبسطة وسهلة، أو كأنك كاتب شرح كامل للهدف ده على صفحة واحدة باستخدام ٢٥٠ كلمة بس.

الكلام عن أهمية وضع الأهداف بطريقة مباشرة وقصيرة شبه التدريب على مايسمى ب “خطاب المصعد” اللي بيستخدمه رواد الاعمال، وهو انك تلخص وتوضح كل اللي عايز تقوله لحد في وقت قصير، اللي هو يادوب مسافة ماتركبوا الاسانسير وقبل ماتنزلوا (٣).

فيه كتاب عظيم اسمه “الاهداف والنتائج الرئيسية” للمستثمر ورائد الاعمال الشهير جون دوير – وأفكاره اللي في الكتاب ده أساس لطريقة الشغل في شركات كبيرة زي جوجل وغيره (٤). وبيأكد في الكتاب ده على أهمية وضع الأهداف بطريقة واضحة وبسيطة بس في نفس الوقت يتم قياسها ومتابعتها – أكيد هنكتب مقالة مخصوص عنه… بنفس المبدأ الكلام عن الاهداف الذكية SMART : المحددة، واللي ممكن يتم قياسها، وممكن يتم تحقيقها، وليها صلة بالاستراتيجية العامة، وتكون مربوطة بوقت معين (٥).

٢- مدح الدقيقة الواحدة:

بعد ما الموظف والمدير اتفقوا ايه هي الاهداف الواضحة والمطلوبة بشكل بسيط، كتاب مدير الدقيقة الواحدة بيطلب من المدير يحاول يمسك فرد الفريق متلبس بإنه عمل حاجة كويسة عشان يديله مدح عليها. العادي واللي بنسمع عنه ازاي المدير بيحاول يقفش الموظف بيعمل حاجة غلط، هنا بقى بيقولك بالعكس حاول تلاقيه بيعمل حاجة كويسة وماشية مع الاهداف اللي اتفقتوا عليها وقوله في ساعتها علطول وحسسه ازاي انك مبسوط وان دي حاجة ماشية مع الاهداف وازاي هو كده بيضيف للمشروع او الشركة…

لازم توضح للموظف او فرد الفريق هو عمل ايه بالضبط كويس، خليك محدد بالضبط ايه اللي عمله، بلاش كلمة عامة وخلاص زي “الله ينور” وتبقى بتقولها عمَال على بطال، لإنها بعد فترة بتفقد معناها ومبيبقاش ليها تأثير إيجابي.

من أحلى الأمثلة في كتاب مدير الدقيقة الواحدة ده لما بيقول إن الهدف المتفق عليه ومدح التقدم اللي حاصل، عامل زي لعبة البولينج، اللي فيها بنبقى عايزين نوصل إننا نوقع ال١٠ دبابيس أو الخشبات اللي بيبقى لونهم أبيض بكورة البولينج وده بيبقى الهدف الكبير. لكن لو لاعب كان بيوقع ٢ بس من ال١٠ خشبات وقعد يتمرن لحد مابقى يوقع ٤ خشبات يبقى لازم المدرب بتاعه يحييه عشان اتطور من ٢ ل٤، مش يكدره ويأنبه إنه لسه موصلش للهدف إنه يوقع ال١٠ خشبات كلهم.

٣- تأنيب الدقيقة الواحدة

النقطة دي بتتكلم على ازاي تقول لحد إنه غلط بشكل مباشر وواضح. كتاب مدير الدقيقة الواحدة بيوجهك ازاي تعمل كده مع فرد من أفراد الفريق، بالذات لما يبقى حد بقاله فترة وعنده خبرة، بيقولك تروح بعد ما الغلطة تحصل علطول، متفضلش محوش الموضوع ومرقد للموظف لحد ميعاد التقييم السنوي، انتوا الاتنين عندكم هدف مشترك وهو نجاح الشغل. أول حاجة كمدير، لازم تتأكد من الموظف إن المشكلة أو الغلطة دي حصلت فعلاً عشان ممكن يكون عنده رواية تانية أو حاجة مختلفة للي حصل. بعد كده بلغه ان ده غلط عشان ١، ٢، ٣ وايه اللي كان مفروض يعمله وإنك متضايق بسبب الموضوع ده. كل ده في ٣٠-٤٠ ثانية خليك واضح ومحدد، بلاش لت وعجن…

في الجزء التاني من التأنيب لازم توضح للموظف إنك جيت اتكلمت معاه عشان بتقدره كشخص وبتقدر إضافته وفايدته للشركة ومش حابب إن الغلطة دي تتكرر… مهم اوي توصل للموظف الفرق بين تقديرك ليه كشخص وبين تأنيبك للموقف اللي حصل مش لشخصه… كده انت بقيت صريح معاه، عرف ايه الغلط ووجهته وهيصلح الغلط وأكدتله إنكوا في فريق واحد، كل ده من غير إهانة وتجريح، وبمنتهى الاحترام، وده أحسن ١٠٠ مرة من الهروب من المواجهة، لإن ساعتها كله هيخسر بخسارة الشغل والبعد عن الأهداف وتكرار الغلط.

الخلاصة:

كتاب مدير الدقيقة الواحدة بيسهل عملية ادارة الأفراد في وقت قصير لكن فعال جداً عن طريق المبدأ الرئيسي في احترام الأفراد ك بني ادمين مش روبوتات، وإن يبقى ليهم إضافة في المكان اللي هم فيه وبيتعلموا كمان. ال ٣ خطوات الموجودين في الكتاب بيوضحوا التوازن في الادارة لتحقيق الاهداف المطلوبة، سواء وضع الاهداف المباشرة والواضحة، أو مدح الموظفين على التطور اللي بيحصل، أو حتى تأنيبهم وتوجيههم بشكل محترم في حالة وجود غلطة.

كنا اتكلمنا قبل كده في المدونة عن أهمية وضوح الأهداف في مقالة طريق النجاح بيبدأ ب ليه، ودي بتعكس أهمية وضع الاهداف بشكل صحيح (٦).

المصادر والمراجع:

١- معلومات عن كتاب من الذي حرك قطعة الجبن الخاص بي

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A_%D8%AD%D8%B1%D9%83_%D9%82%D8%B7%D8%B9%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B5%D8%A9_%D8%A8%D9%8A_%D8%9F

٢- احصائيات عن الموظفين المرتبطين بالشغل
https://www.wellable.co/blog/employee-engagement-statistics-you-should-know/

٣- خطاب المصعد
https://www.economyinarabic.com/%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b5%d8%b9%d8%af-%d9%85%d8%a7-%d9%87%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%b1%d9%8a%d9%81-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%81%d9%87%d9%88%d9%85/

٤- جون دوير – طريق النجاح بيبدأ بوضع الأهداف الصحيحة
https://youtu.be/L4N1q4RNi9I

٥- الاهداف الذكية – SMART
الأهداف الذكية SMART: كيف تحدد أهدافك بذكاء؟ – مدونة مستقل

٦- مقالة طريق النجاح يبدأ ب ليه
https://et3alemteh.com/?p=567

Comments 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *