طريق النجاح يبدأ ب ليه – الدائرة الذهبية

كنت لسه في اجتماع أول الأسبوع مع مدير عنده خبرة كبيرة بنتناقش في مشروع جديد, ولما كان في اختلاف بين اللي حاضرين على نقطة معينة, هو وجهنا إن طريق النجاح بيبدأ إننا نتمسك ب ليه بنعمل المشروع ده أساساً, والهدف الرئيسي*, وعلى أساسه نحدد المفروض نتحرك ازاي… وفجأة اترسمت على وشي ابتسامة بلهاء من الانبهار, مكانش انبهار من اللي هو قاله على قد ماهو انبهار من إني كنت لسه مخلص الكتاب اللي بيقول الكلام ده من يومين, وفجأة لقيت علطول تطبيق عملي في مشروع في الشغل لمبدأ الدئرة الذهبية من كتاب ” ابدأ ب ليه ” لسيمون سينيك (١).
*طبعاً هو الراجل استفاض معانا في الشرح واتكلمنا كتير, مش مجرد بيدي توجيهات من بعيد كده وسكت خلاص, بس مراعاة لهدف المقالة وعشان ماترفدش واقعد في البيت هنقف لحد هنا بعد إذنكم 🙂

مش أول مرة أتكلم على المبدأ ده وإن طريق النجاح بيبدأ ب ليه, وشرحناه قبل كده في سلسلة مقالات بداية جديدة (٢). وعندي تجربة شخصية مع المبدأ ده وغيرت في حياتي بشكل كبير, وهتكلم عليها تاني هنا, بس كانت أول مرة أقرا الكتاب كامل, وأول مرة أشوف تطبيق عملي داخل الشغل بشكل مباشر زي ده.
فيه نقط هتبقى مشتركة بين مقالات سابقة بس بتجميعة وتقديم مختلف.

نظرية الدائرة الذهبية وبداية طريق النجاح

سيمون سينيك هو مرشدنا في رحلة بداية طريق النجاح

سَيمون (بفتح السين عشان النطق الصح) بيعَرف نفسه على الانترنت بإنه “متفائل وكاتب”. هو شايف إن دي شغلانته ووظيفته وهدفه في الحياة، أو زي مابيقول: ال “ليه” الخاصة بيه. هو صاحب نظرية الدائرة الذهبية الشهيرة وأهم كتاب ليه هو: “ابدأ ب ليه”. عنده كتب تانية وفيديوهات وندوات ومقالات كتير عن التحفيز وتغيير فكر القادة في شركات كبيرة جدا وفي صناعات مختلفة. عنده شركة اسمها “التفاؤل” وهو خبير عالمي بيدي محاضرات في مؤتمرات دولية. أشهر فيديو ليه عن الدائرة الذهبية جاله أكتر من ٦٠ مليون مشاهدة على موقع Ted Talks (عقبالنا يارب).
هسيب في الأخر لينك بالويب سايت الخاص بيه وحسابه على لينكد ان, اللي يستاهل فعلاً المتابعة (٣).

الدائرة الذهبية

الصورة اللي فوق موضحة ٣ دواير وهم دول دليلك في طريق النجاح

١- Why —> لماذا أو ليه، الدايرة اللي جوة خالص
اللي بيبدأوا من هنا هم دول اللي فعلاً بيسلكوا طريق النجاح ويتميزوا عشان الهدف والغاية ورا شغلهم هي الأصل في تحريك أفكارهم وتوجيهاتهم. وبتبقى هي الفيصل لما يختلفوا وتكون هي البوصلة ليهم. والأهم انها الدافع الرئيسي ليهم


٢- How—> كَيف أو ازاي، الدايرة التانية
الناس هنا بيكونوا فاهمين وعارفين ازاي بينظموا نفسهم داخليا وبيشتغلوا على طرق ووسائل عشان يوصلوا للمنتج النهائي. ويكونوا بيطوروا من طريقة شغلهم وتدريبهم ومواكبتهم لكل ماهو جديد. ودي تعتبر مرحلة كويسة برضه.


٣- What —> ماذا أو إيه، الدايرة اللي برة خالص
هنا الشركات بيركزوا على المنتجات والخدمات, بيبقى الكلام على خصائص المنتجات وتميزها وشرح تفاصيلها والتكنولوجيا المتقدمة اللي بيقدموها كخدمة للمستهلك.

النظرية بتقول إن أصل النجاح هو البدء ب “ليه” وتحديد السبب الحقيقي أو الغاية أو الهدف الأصلي اللي مستخبي ورا الكلام الظاهري أو الخدمة أو المنتج (في الدايرتين التانيين). سَيمون بيأكد في كلامه كل شوية إن الناس مبتشتريش المنتج اللي بتصنعه لكن السبب اللي بيخليك تصنع المنتج ده :
People don’t buy what you do, they buy why you do it

تجربة شخصية مع الدائرة الذهبية والبدء ب ليه

هتكلم على حاجة حصلت معايا وغيرت فيها طريقة تفكيري في الأمور بسبب النظرية دي. من ٧-٨ سنين كده كان جالي إحساس إن شغلانتي دي ملهاش لازمة، مجرد مصدر دخل وخلاص. كنت شغال في مبيعات قطاع الألبان وفي شركة كويسة جداً، بس في الآخر ببيع زبادي يعني. اللي هو عملت إيه يعني للمجتمع ولا البلد، مفيش حاجة عليها القيمة الواحد يفخر بيها. وكنت بفكر ساعتها إن هدفي المفروض يبقى إني ألاقي شغل مع شركات تدريب أو مؤسسات بتعمل أعمال خيرية وتطويرية أو حتى أعمل شغل خاص في المجال ده (طبعاً كل ده كان هيبقى فيه عائد مادي أقل وغير مضمون).

لحد ما شفت الفيديو بتاع الدايرة الذهبية (كنت بقابل في نفس الوقت مدربة لتطوير الذات) ومن بعدها ابتديت أشوف الأمور بشكل مختلف: أنا كنت حاصر تفكيري في فكرة “بيع الزبادي” من غير ما أحدد ايه ال “ليه” أو السبب أو الغاية اللي أنا شايفها لنفسي، وده كان مخليني مستخف جداً باللي بيحصل في مجال المبيعات.

وصلت بعدها إن ال “ليه” الخاصة بي هي إني أحاول أفيد وأستفيد من الناس اللي حواليا ونتطور مع بعض. عرفت إن ده بيأثر عليهم كأفراد وبني آدمين بشكل عام، مش مجرد موظفين جوة الشركة في إطار الشغل. ركزت وفهمت إن تطويرهم بيحسن كمان في طريقة تعاملهم وتواصلهم مع كل اللي بيتعاملوا معاهم في الشغل والبيت والمواصلات والصحاب والقرايب. ساعتها حسيت بأهمية اللي بعمله، وعليت اوي شغلانة المبيعات في نظري.

ولما ركزت واشتغلت على ال “ليه” وتطوير وتمكين الفريق اللي معايا أكتر، مبقتش مجرد شغلانة، لكن وسيلة للوصول للغاية اللي حططها لنفسي. وتركيزي على الفريق خلاني اتحسن في شغلي وأدائي أكتر، وتحقيق أهداف المبيعات.

الخلاصة:

عشان تبقى على أول طريق النجاح وتحقق هدفك الشخصي أو تخلص مشروع في الشغل، لازم تبقى عارف الهدف اللي بتقوله ده انت عايز من وراه ايه. ايه الهدف الحقيقي اللي انت عايز توصله أو بتعمل المشروع ده عشانه، لإن معرفتك واتباعك ليه هيخليك ثابت وبتصد كل العقبات اللي بتقابلك، والأهم إن وصولك للغاية الحقيقية دي هتخليك تعيد تفكيرك في خط السير اللي هترسمه للوصول للهدف ده وتحقق النجاح في مشروعك, دايماً ابدأ ب ليه.

المصادر والمراجع:

١- ملخص لكتاب البدء ب ليه – Start with WHY
https://edelweissmf.com/Files/Insigths/booksummary/pdf/Book-Summary-Start-with-Why.pdf

٢- سلسلة مقالات بداية جديدة من اتعلمت ايه
https://et3alemteh.com/?cat=61

٣- الويب سايت وحساب لينكد ان الخاص بسيمون سينيك
https://simonsinek.com/
https://www.linkedin.com/in/simonsinek

Comments 7

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *