لما نيجي نتعرف على حد لأول مرة، كتير مننا بيبقى عايز يسيب تأثير كويس عن نفسه عند الشخص ده. وبيحاول يطلع من القعدة دي حاسس إن هو اللي كان ماسك المناقشة وإنه مُحاور شاطر. في الحالة دي يعد يتكلم في حاجات كتيرة هو جامد فيها. ويبقى قادر يفرد عضلاته في المواضيع دي ويوري اللي قدامه إن مفيش زيه اتنين… وناس تانية تحب الاستماع أكتر من الكلام الكتير و يشوفوا إن دي أفضل طريقة للحوار.
يجي ديل كارنيجي و يصدر فرمان إن: “اللي عايز يبقى محاور شاطر، لازم يبقى مُستمِع مُهتَم ومُنتبه جيد”…
ديل يعتبر عَلم من أعلام تطوير النفس في التاريخ وكنا اتكلمنا عليه في مقالة “اسم الانسان أحلى صوت”، ويرجح كافة أصحاب مدرسة الاستماع على أنصار الكلام الكتير.
https://et3alemteh.com/?p=242
تجربة مع الاستماع لأفضل حوار
اللي فكرني بالموضوع ده إن من كان يوم كنت في اجتماع شغل مع شخص في شركة بنشتغل معاها وكان أول مرة أشوفه، ولاقيته طالع من القعدة مبسوط جداً وبيشكرني على الاجتماع ده؛ الفكرة إن هو اللي كان بيتكلم ٩٠٪ من الوقت عن طريقته في الشغل و الإدارة وشغفه في التعامل مع الأفراد. وكان بيتكلم عن ازاي بيربط معتقداته الشخصية بنظرته للشغل. وكان واضح جدا إن النقط دي كانت مهمة بالنسبة له على المستوى الشخصي وبيستمتع بالكلام عليها…
أنا بصراحة كنت داخل القعدة بأجندة معينة ونقط محددة عايز ادردش فيها. بس افتكرت كلام ديل كارنيجي على إن ازاي الشخص اللي قدامك بيتبسط أكتر ١٠٠ مرة لما يتكلم عن اهتماماته الشخصية. وده أهم ليه من لو اتكلمت معاه على الوضع الاقتصادي العالمي ومشاكل مهمة في الشغل. فقررت أسيب الشخص ده يتكلم ومجرد أسمع كويس، خصوصاً إنها مجرد قعدة تعارف عشان نبدأ شغل للمستقبل مع بعض. مش اللي هو مثلاً فيه مشكلة حالية عايزين نحلها ولا بقالنا كتير بنتعامل فممكن ندخل في الشغل علطول.
عاطف السكري مثال الاستماع:
المهم بقى إنك لما تسيب اللي قدامك يتكلم متتحولش إلى عاطف السكري (يونس شلبي) في مسرحية العيال كبرت. وتعد تهز دماغك وأنت مش فاهم حاجة. بلاش تحسس اللي قدامك إنه بيكلم نفسه… الاستماع أو بمصطلح أقوى: الانصات، هو إنك تبقى فعلاً مركز مع اللي قدامك ومهتم باللي بيقولوه وده هيبقى باين في تعابير وشك وردود فعلك على اللي بيتقال، يعني لو اللي قدامك بيقول انجاز حتى لو صغير، مينفعش متبقاش مبتسم ولا تقول للي قدامك برافو ولا هايل، ولو بيقول حاجة حزينة مش طبيعي انك تبقى راسم ابتسامة بلهاء على وشك وأكيد موضوع إنك ماسك تليفونك وبتبص فيه كل شوية حاجة متحسسش اللي قدامك انك مهتم…
إحساسك وتجربتك مع الاستماع:
كل واحد فينا أكيد كان اتحط في موقف مكانش اللي قدامه مركز معاه وهو بيتكلم وكان مضايق وحس باحراج، فمتخليش اللي قدامك في أول قعدة تعارف يجيله نفس الاحساس ده وميحبش يرجع يتعامل معاك تاني، ولو اضطر يتعامل معاك ميبقاش مستريح.
افتكر دايما ان هدفك في القعدة دي انك تتعرف على اللي قدامك بشكل أكبر وعشان ده يحصل اديله المساحة والاهتمام المناسبين عشان يتكلم عن اللي مهتم بيه فعلاً. وفي دورك انت برضه اتكلم بأريحية عن المواضيع المهمة بالنسبة ليك وعبر عن فكرك، خلي اللي قدامك يتعرف عليك أكتر وعلى اهتماماتك، ده من أهداف القعدة عشان تبنوا علاقة أحسن في المستقبل، سواء شغل أو غيره.
الخلاصة:
الاستماع باهتمام أكتر هيخليك تتواصل مع اللي قدامك بشكل أفضل. وده اللي هيخليك مُحاور شاطر. سيب مجال للي قدامك انه يتكلم ويعبر عن اهتماماته. العلاقات الشخصية مهمة في الشغل وبرة الشغل، لإننا بنتعامل مع أفراد مش روبوتات…
أنا بشوف الاستماع أهم نقطة في التواصل مع الناس عشان كده هنتكلم عليه كتير، تفتكروا طريقة الانصات في قعدة التعارف دي تنفع في كل الاوقات والاجتماعات؟
[…] ٣- مقالة من اتعلمت ايه: من الاستماع للحوارhttps://et3alemteh.com/?p=255#more-255 […]