ازاي اكون مميز في التواصل مع الناس؟

الانصات هو الحل

أول لما بنقول مهارات التواصل كذا حد بيفتكر إننا هنتكلم عن الخطابة والكلام قدام عدد كبير من الأفراد واختيار الكلمات والألفاظ المناسبة والثقة في النفس،كل ده مضبوط ومهم. ناقص بس الأساس والقاعدة الأهم والأصعب واللي بتخلي الشخص فعلاً يكون مميز، وهي الانصات، وده غير مجرد الاستماع وخلاص. الموضوع صعب ومحتاج تدريب وضبط للنفس بشكل قوي، عشان كده نتيجته بتخليك في حته تانية وبجد مميز جداً في التواصل عن غيرك.

هقولكم اتعلمت ايه عن الإنصات من أجزاء معينة في كتابين مهمين جداً؛. الكتاب الأول لمارشيل جولد سميث: “الذي أتى بك إلى هنا(١)، لن يذهب بك إلى هناك”. الكتاب التاني لديل كارنيجي: “كيف تكسب أصدقاء وتأثر على الاخرين”، وده كنا اتكلمنا عليه في كذا مقالة قبل كده (٢, ٣).

تنويه هام: أنا مبقولش إني مميز في الانصات ومفيش مني اتنين، بالعكس ده أنا فيه كام نقطة معينين من اللي هنتكلم فيهم محتاج أتدرب عليهم وأركز فيهم جامد. بس أنا مؤمن جداً بأهمية الانصات كأساس للتواصل خصوصاً إن دي أكتر نصيحة أبويا (الله يرحمه) كان بيرددها؛ اتعلم ازاي نتصت عشان ده اسمه فن الانصات، كان بيقول: Learn How to Listen

ليه الانصات أقوى مهارة في التواصل مع الناس؟

واحد في الشغل قالي إجابة السؤال ده من يومين بالضبط لما كنا بنتكلم على مدير كبير اوي في الشركة: “عارف أنت الناس الراسية اللي بتعد تسمع ومتقاطعكش وفي الاخر يرد عليك بردود منظمة ومترتبة، الناس دي بتبقى ليهم هيبة مختلفة، وهم بيكونوا مركزين معاك جامد ومديناك مساحتك، ومن جوة بيوزنوا كلامك كويس ويفكروا فيه”.

لو أنت مقتنع إن خير الكلام ماقل ودل وربنا خلقنا بودنين وبق واحد عشان نسمع أكتر مانتكلم، فتمام الانصات هو طريقك السليم إنك تختار الكلام المناسب اللي ترد بيه وتقول ماقل ودل. ولو أنت حتى شايف إن مهم اوي إنك تعرف تتكلم كتير قدام الناس ويبقى عندك مهارة الخطابة، برضه الانصات للناس هو اللي هيخليك تفهم بيفكروا في ايه وتقدر ترتب كلامك وخطبك على الأساس ده.

بالإضافة إن في كل الأحوال الشخص لما بيحس إن صوته مسموع وقال رأيه بيحس بالاحترام وبيبقى متقبل اللي هيتقاله بعد كده حتى لو مش بالضبط نفس وجهة نظره.

الانصات يفرق طبعاً عن مجرد السمع وخلاص، الانصات ليه علاقة بمبدأ ال Mindfulness اللي هو التواجد بكامل تركيزك مع الشخص اللي بتسمعله أو الحاجة اللي بتعملها. هنتكلم بعد كده أكتر عن المبدأ بتفاصيل أكتر. وفيه مبدأ تاني مرتبط بيهم برضه اسمه slow living واللي فيه الناس بيققلوا الحاجات اللي بيعملوها في يومهم ويحددوا الأولويات ويعملوا الحاجات دي بهدوء وتركيز وتواجد كامل لذهنهم فيها. الهدوء والتأني والتركيز في كل حاجة من أهم الدروس اللي اتعلمتها من أمي وطريقتها معانا وأسلوبها في الحياة والتعامل مع أي مشاكل، ربنا يخليهالنا.

الانصات ده بقى عكس مبدأ ال Multi Tasking اللي أنا ضده تماماً، فكرة إني أبقى بعمل كذا حاجة في نفس الوقت وفاكر إني كده شاطر وبنجز جامد. في واقع الأمر انت كده بتقلل من احترامك للي قدامك لما تبقى بتعمل حاجة غير إنك مركز معاه، وكمان مابتخلصش الحاجة بتركيز كامل فبتعملها أي كلام من الأخر (بتكروت الحاجة) عشان يبقى اسمك خلصتها وخلاص، بس هتلاقي الحاجة دي بتلف وترجعلك تاني بمشاكل. ده غير إن الفكرة دي بتخليك مجهد ذهنياً وبدنياً بشكل كبير. هنتكلم أكتر في مقالات جاية عن المبدأ ده.

٥ نقاط لتقوية مهارة الانصات والتميز في التواصل

١- متقاطعش اللي بيتكلم

اراهنك إنك لو ركزت مع نفسك لمدة يوم هتلاقي إنك متميز في مقاطعة الناس وهم بيتكلموا. وفي نفس الوقت هتلاقي إنك بتتعصب لما تلاقي حد بيقاطعك وأنت بتتكلم. ممكن المقاطعة دي تبقى إنك فجأة وهو بيتكلم توريله حاجة في التليفون، ولا تشاورله على حاجة بتحصل وراه ولا حتى بتقوله رأيك في اللي بيقوله وهو لسه مخلصش. الموضوع ده بيستفز الشخص جداً، اللي هو ما تيجي تقول القصة بدالي أحسن.

٢- متكملش للي قدامك الجملة

اللي هو حد يكون مخلصش باقي الجملة، تروح انت ناطط في النص وتتخيل هو كان هيقول ايه وتروح مكمل انت وتتوقع هو كان هيقول ايه. وفي معظم الحالات التوقع بيطلع غلط ويقولك لأ مش كده، تروح انت ساكت بقى؟ لا ازاي وازاي تروح مجرب مرة كمان ومكمل الجملة بحاجة تانية، وبرضه تطلع غلط. أنا بعمل الحركة السخيفة دي كتير جداً مع نهى (مراتي) وفي الأخر بتروح أفشة عليا وتقول طب والله ما أنا مكملة القصة، حقها بصراحة.

٣- ماتقولش: ما أنا عارف

كتير مننا بيبقى عنده عادة إنه يحب يعلى على اللي قدامه ويحسسه قد ايه إنه جامد وعارف كل حاجة، لما يقوله على حاجة يروح قايله “اه ما أنا عارف”. وياسلام بقى لو اللي بيحكيلك ده متحمس جداً وحاجة مهمة ليه ومخلياه مبسوط، تروح أنت بقى قاتل الفرحة والحماس وتقوله بقمة التناكة والعنطزه إنك عارف. ياسيدي عديها وسيب الراجل متحمس وحاسسه بنفسه وإن المعلومة اللي جابها دي ليها قيمتها.

٤- ماتقولش: بس

شوف هي كلمة من حرفين “بس” عندها القدرة إنها تشقلب الجو العام للكلام والمحادثة اللي بتحصل. أول ما الشخص اللي بيتكلم معاك يسمع كلمة “بس” أو “ولكن” بيبقلب في حالة دفاعية لإنه عارف إن اللي قدامه جاي يهاجم وجهة نظره، حتى لو قعد يقول؛ ده كلام حلو وجميل وكويس إن عندك الطموح ده —> بس / ولكن.. كده خلاص خلصت المرحلة اللذيذة والحماس، ونبدأ مرحلة الجز على السنان والتجهيز للمعركة. متحبطش الي قدامك وتكئبه وتحسسه إن كله رايح على رأي عم ضياء.

مش مطلوب منك توافق على كل حاجة بتتقال، المطلوب إنك تتجنب الكلمات دي ولو مختلف مع حد بشكل جزئي في كلامه؛ ممكن تقول مثلاً: حلو اللي أنت قلته كبداية للفكرة اللي عايزين نوصلها، وممكن نبني عليها إننا نعمل كذا أو كذا..

ولو حد أنت معترض تماماً على اللي الاقتراح اللي بيقوله ليك، حاول تبص بصورة أكبر وتلاقي حاجة مشتركة، مثال: إننا نتناقش مع بعض في الموضوع ده بيأكد إننا الاتنين مهتمين بإننا نصلح المشكلة دي وعندنا هدف مشترك ونشوف مع بعض ممكن نوصل للحل ازاي مع بعض، عشان كده بفكر معاك من وجهة نظر مختلفة وحل تاني..

٥- خليك باصص للي بيتكلم

كتير مننا بيبقى باصص في الموبيل لما حد يكون بيكلمه ولا بيكتب حاجة ولا سرحان في حاجة تانية بتحصل في المكان ولا مركز مع الأكل اللي نزل على الترابيزة. دي من أكتر الحاجات اللي بتحسس الشخص اللي قدامك بقلة احترامك ليه وعدم تقديرك ليه. خليك باصص للشخص في عينه، حسسه إنه مهم، وصله احترامك ليه ولكلامه حتى لو مختلف معاه في حاجات.

لو مشغول فعلاً ووراك حاجة مهمة، قول للشخص ده إنك مش هتقدر تبقى مركز معاه دلوقتي، أو عرفه إنه معاه وقت محدد بس وبعدها هتضطر تستأذن لحاجة تانية. بس في خلال الوقت اللي حددته ده، التزم إن كل تركيزك يبقى مع الشخص ده.

الخلاصة:

ممكن ناس تشوف إن التدريب على الانصات وإنك تاخد بالك وانت بتسمع وازاي كمان تاخد بالك من كل كلمة بترد بيها على اللي قدامك، ده هري ومراعاة لمشاعر الناس بزيادة. في وجهة نظري بما إننا بشر بنتعامل مع بعض، فالمشاعر والخواطر اللي عندنا دي هي اللي بتحركنا أثناء التواصل مع بعض، عشان كده التحسن في الانصات بيخليك فعلاً مميز جداً، لإن الانصات أساس وأهم من الكلام من غير تفكير.

المصادر والمراجع:

١- نبذة عن الكتاب الأول: الذي أوصلك لهنا لن يذهب بك إلى هناك
https://marshallgoldsmith.com/book-page-what-got-you-here/

٢- نبذة عن الكتاب الثاني: كيف تكسب أصدقاء وتؤثر على الأخرين
https://fs.blog/how-to-win-friends-and-influence-people/

٣- مقالة من اتعلمت ايه: من الاستماع للحوار
https://et3alemteh.com/?p=255#more-255