بداية جديدة – الجزء الثالث : ليه التغيير؟

انهاردة هنتكلم على نقطة بجد من أهم النقط في أي بداية جديدة. هي أول خطوة من ٣ خطوات في فكرتي الخاصة لتحقيق الأهداف: WiN… يمكن بالنسبة ليا: “ال ليه” —> W (Why) هي مربط الفرس والعمود الفقري لأي بداية جديدة وتغيير حقيقي وتطوير للأفضل. بكل بساطة هو أنا عايز اعمل كده ليه؟ عايز اتغير ليه؟ عايز أطور ليه؟ عايز أبدأ بداية جديدة ليه؟
أزعم إن ال٣ خطوات اللي هنتكلم عليهم هم جزء كبير من نجاح ال٩٪؜ اللي بيوصلوا لأهدافهم اللي بيحطوها في أول السنة. مهم كمان تقرا أهم أسباب عدم نجاح ال٩١٪؜ التانيين عشان تبقى فاهم ازاي تتجنب أخطائهم:

فكرة WiN لتحقيق بداية جديدة والوصول للأهداف!

الفكرة دي هي تجميعة لمجموعة من الخبرات اللي اكتسبتها من نظريات تانية أو مواقف حياتية وعملية شفتها وعيشتها. هنربط الرؤية دي انهاردة وفي الكام مقالة اللي بعد كده بمبدأ تحقيق بداية جديدة. كلامنا عن رؤية WiN هيتكرر تاني في مجالات محددة أكتر بعد كده زي تحقيق أهداف المبيعات أو التميز الدراسي.

فكرة WiN بتتكون بكل بساطة من:
١- W (Why) —> ليه. وهي دي نقطة الانطلاق والأساس لأي بداية جديدة ونجاح ممكن نوصله، وهنتكلم أكتر عنها في باقي المقالة دي.
٢- i (insights) —> المعلومات. النقطة دي ليها علاقة بالبحث والتحضير ووضع الخطة والاستراتيجية اللي همشي عليها للوصول للهدف وتحقيق بداية جديدة.
٣- N (Navigation) —> السواقة. ازاي تتحرك في خلال السنة أو الشهر أو المدة اللي انت محددها لتحقيق بداية جديدة وتوصل لهدفك. ازاي تتابع أدائك وتتخطى المشاكل اللي ممكن تقابلك.

نظرية الدائرة الذهبية وليه بداية جديدة!

سيمون سينيك هو مرشدنا في رحلة: ليه بداية جديدة؟

سَيمون (بفتح السين عشان النطق الصح) بيعَرف نفسه على الانترنت بإنه “متفائل وكاتب”. هو شايف إن دي شغلانته ووظيفته وهدفه في الحياة، أو زي مابيقول: ال “ليه” الخاصة بيه. هو صاحب نظرية الدائرة الذهبية الشهيرة وأهم كتاب ليه هو: “ابدأ ب ليه”. عنده كتب تانية وفيديوهات وندوات ومقالات كتير عن التحفيز وتغيير فكر القادة في شركات كبيرة جدا وفي صناعات مختلفة. عنده شركة اسمها “التفاؤل” وهو خبير عالمي بيدي محاضرات في مؤتمرات دولية. أشهر فيديو ليه عن الدائرة الذهبية جاله أكتر من ٦٠ مليون مشاهدة على موقع Ted Talks (عقبالنا يارب).
ده لينك بالويب سايت الخاص بيه: Simon Sinek – The Optimism Company
وده لينك لحسابه على لينكد ان: https://www.linkedin.com/in/simonsinek

سيمون درس إنجازات مختلفة في كذا مجال وحاول يوَصل النقط بين النجاحات دي عبر التاريخ. حاول يعرف ايه هي الحاجات المشتركة اللي حصلت عشان فيه بداية جديدة وتطوير يتحقق. بيتكلم في النظرية دي عن نجاحات مختلفة بين قادة ملهمين أو شركات عظيمة مختلفة، ومنهم: شركة أبل العالمية للالكترونيات، و مارتن لوثر كينج (الناشط الأمريكي والقائد في مجال الحقوق المدنية)، والأخوان رايت (أصحاب اختراع أول طائرة بمحرك).

الصورة اللي فوق موضحة ٣ دواير جوة بعض:
١- Why —> لماذا أو ليه، الدايرة اللي جوة خالص
٢- How—> كَيف أو ازاي، الدايرة التانية
٣- What —> ماذا أو إيه، الدايرة اللي برة خالص

النظرية بتقول إن أصل النجاح هو البدء ب “ليه” وتحديد السبب الحقيقي أو الغاية أو الهدف الأصلي اللي مستخبي ورا الكلام الظاهري أو الخدمة أو المنتج (في الدايرتين التانيين). سَيمون بيأكد في كلامه كل شوية إن الناس مبتشتريش المنتج اللي بتصنعه لكن السبب اللي بيخليك تصنع المنتج ده :
People don’t buy what you do, they buy why you do it

شركة آبل والدايرة الذهبية

في كلامه عن شركة “آبل” بيقول إن سر نجاحهم وولاء المستهلكين ليهم هو كلامهم الدائم عن الابتكار والتفكير بشكل مختلف وتحدي الوضع القائم والمنتجات المعتادة والنمط العادي. وهو ده ال “ليه” الخاص بيهم وبيعينوا على أساسه عناصر الفريق الأساسية اللي بيبقى عندهم نفس الهدف الشخصي ده.

عشان كده رغم إن منتجاتهم وإمكانيتها التقنية والتكنولوجيا اللي بيستخدموها ممكن تكون مكررة وغيرهم سابقينهم في حاجات، لكن المستهلكين عندهم ولاء كبير لأسم الشركة ومنتجاتها. كل ده عشان الحالة اللي قدروا يبنوها حوالين نفسهم وجذبت ليهم المستهلكين اللي عندهم نفس ال “ليه” أو التفكير بشكل مختلف في تحدي النمط العادي اللي موجود في كل حته أو التيار السائد، ال Mainstream.

معظم الشركات بتبدأ من برة ل جوة

٣- الدايرة اللي برة: يعني بيركزوا على المنتجات والخدمات —> ال “ماذا” أو ال “ايه” اللي بيقدموه. وهنا بيبقى الكلام على خصائص المنتجات وتميزها وشرح تفاصيلها والتكنولوجيا المتقدمة اللي بيقدموها كخدمة للمستهلك.
٢- الدايرة التانية: وبعض الشركات دي مش كلها، بيوصل ل الدايرة التانية الخاصة ب ال “كيف” أو “ازاي”، ويكونوا فاهمين وعارفين ازاي بينظموا نفسهم داخليا وبيشتغلوا على طرق ووسائل عشان يوصلوا للمنتج النهائي. ويكونوا بيطوروا من طريقة شغلهم وتدريبهم ومواكبتهم لكل ماهو جديد. ودي تعتبر مرحلة كويسة برضه.
١- الدايرة اللي جوة: قليل جداً من الشركات اللي بيوصل للدايرة اللي جوة خالص، ال “ماذا” أو ال “ليه” أو الدايرة الذهبية. وهم دول اللي فعلاً بينجحوا ويتميزوا عشان الهدف والغاية ورا شغلهم هي الأصل في تحريك أفكارهم وتوجيهاتهم. بالنسبة ليهم الدايرة التانية والتالتة هم نتايج للهدف والغاية، مجرد طرق ووسائل لتقديم منتجات وخدمات للمستهلك.

هسيب في أخر المقالة في لينكات لفيديو قصير (٤ دقائق) مترجم للعربي عن الدائرة الذهبية ومثال عن شركة “آبل” للإالكترونيات. و لينك تاني للفيديو الكامل الأصلي (١٨ دقيقة بالانجليزي) بس ياريت تشوفه كله لإنه عظيم فعلاً

تجربة شخصية مع الدائرة الذهبية لبدء بداية جديدة

هتكلم على حاجة حصلت معايا وغيرت فيها طريقة تفكيري في الأمور بسبب النظرية دي. من ٧-٨ سنين كده كان جالي إحساس إن شغلانتي دي ملهاش لازمة، مجرد مصدر دخل وخلاص. كنت شغال في مبيعات قطاع الألبان وفي شركة كويسة جداً، بس في الآخر ببيع زبادي يعني. اللي هو عملت إيه يعني للمجتمع ولا البلد، مفيش حاجة عليها القيمة الواحد يفخر بيها. وكنت بفكر ساعتها إن هدفي المفروض يبقى إني ألاقي شغل مع شركات تدريب أو مؤسسات بتعمل أعمال خيرية وتطويرية أو حتى أعمل شغل خاص في المجال ده (طبعاً كل ده كان هيبقى فيه عائد مادي أقل وغير مضمون).

لحد ما شفت الفيديو بتاع الدايرة الذهبية (كنت بقابل في نفس الوقت مدربة لتطوير الذات) ومن بعدها ابتديت أشوف الأمور بشكل مختلف: أنا كنت حاصر تفكيري في فكرة “بيع الزبادي” من غير ما أحدد ايه ال “ليه” أو السبب أو الغاية اللي أنا شايفها لنفسي، وده كان مخليني مستخف جداً باللي بيحصل في مجال المبيعات.

وصلت بعدها إن ال “ليه” الخاصة بي هي إني أحاول أفيد وأستفيد من الناس اللي حواليا ونتطور مع بعض. عرفت إن ده بيأثر عليهم كأفراد وبني آدمين بشكل عام، مش مجرد موظفين جوة الشركة في إطار الشغل. ركزت وفهمت إن تطويرهم بيحسن كمان في طريقة تعاملهم وتواصلهم مع كل اللي بيتعاملوا معاهم في الشغل والبيت والمواصلات والصحاب والقرايب. ساعتها حسيت بأهمية اللي بعمله، وعليت اوي شغلانة المبيعات في نظري.

ولما ركزت واشتغلت على ال “ليه” وتطوير وتكمين الفريق اللي معايا أكتر، مبقتش مجرد شغلانة، لكن وسيلة للوصول للغاية اللي حططها لنفسي. وتركيزي على الفريق خلاني اتحسن في شغلي وأدائي أكتر، وتحقيق أهداف المبيعات.

أسئلة بسيطة ممكن تسألها لنفسك للوصول للهدف الحقيقي

١- أكل صحي ورياضة ليه؟
ممكن عشان منظري قدام الناس يبقى جامد أو انزل صوري على الانترنت؟ طب أنا عايز أعمل كده ليه؟
ولا أنا نفسي أحقق بطولة معينة في رياضة ما؟ ولا عايز أثبت لنفسي أو لغيري قدرة خاصة؟
ولا عايز استثمر في صحتي على المدي البعيد وأعيش من غير أمراض؟

٢- تحويش فلوس واستثمار ليه؟
عايز تشتري حاجة معينة؟ طب عشان تعمل بيها ايه؟ ليه عايز الحاجة دي بالذات؟ هتفرق معاك في ايه؟
وممكن تكون بتفكر ازاي تأمن حاجة لولادك لقدام؟ طب عايز تعملها ليهم ليه؟ هل ياترى دي أحسن طريقة للوصول لهدفك؟ طب فيه حاجات تانية تقدمها ليهم أهم من الفلوس؟

٣- هواية جديدة ليه؟
بتحاول تحقق ايه من ورا الهواية دي؟ سواء رسم ولا قراية ولا كتابة ولا مزيكا ولا غيره. هدفك انك تتميز في الهواية دي بالذات وتحقق فيها حاجة؟ ايه هي الحاجة دي؟
ولا مجرد حاجة مختلفة تستفيد بيها بالوقت؟ طب امتى تقول انك كده قضيت وقت مفيد؟ هل ياترى هي دي الحاجة المفيدة؟

نظريات تانية بتدعم الدايرة الذهبية في بدء بداية جديدة

مش هندخل في تفاصيل كتير خاصة بالنظريات التانية في المقالة دي. بس لما برجع وافتكر كذا حاجة قريتها لقيت إن مبدأ الدايرة الذهبية الرئيسي (إن الواحد يبدأ ب”ليه” ) ممكن ربطه وموجود بشكل نسبي في كذا نظرية تانية بمسميات مختلفة:

١- الايكيجاي الياباني: الوصول للهدف أو الغاية للشخص، وده كنا اتكلمنا عنه بالتفصيل في مقالة من سلسلة السعادة وطول العمر:

https://et3alemteh.com/?p=324

٢- العادات الذرية (Atomic Habits) من أشهر الكتب لبناء نجاحات عبر السنين، وبتبدأ فيها بتحديد غايتك وهدفك.
٣- نظرية أسئلة “الماذا” الخمسة ( 5 Why theory)، وإنك تفضل تسأل ليه وليه لحد ماتوصل لأصل الغاية أو الاحتياج.
٤- نظرية الساحر ميرلين (Merlin Approach)، ودي انت بتعيش فيها في المستقبل وكأنك واصل للهدف الحقيقي وبعد كده بترجع بالزمن للحاضر.

الخلاصة

عشان تبدأ بداية جديدة وتنجح وتطور وتحقق هدفك، لازم تبقى عارف الهدف اللي بتقوله ده انت عايز من وراه ايه. ايه الهدف الحقيقي اللي انت عايز توصله، عشان معرفتك واتباعك ليه هيخليك ثابت وبتصد كل العقبات اللي بتقابلك، والأهم إن وصولك للغاية الحقيقية دي هتخليك تعيد تفكيرك في خط السير اللي هترسمه للوصول للهدف ده ولو الطريق المبدئي اللي في بال هو اللي هيساعدك فعلاً ولا طريق تاني. الكلام ده موجودة في كذا نظرية زي الدائرة الذهبية واللي خلتني اكون فكرة WiN لتحقيق النجاح والتطوير.

بعد ما اتكلمنا انهاردة عن ال “ليه” —> Why، في المقالات اللي جاية هنتكلم عن المعلومات —> Insights، وبعدها السواقة —> Navigation لتحقيق بداية جديدة وتحقيق النجاح.

دي لينكات لفيديو قصير (٤ دقائق) مترجم للعربي عن الدائرة الذهبية ومثال عن شركة “آبل” للإالكترونيات. و لينك تاني للفيديو الكامل الأصلي (١٨ دقيقة بالانجليزي) بس ياريت تشوفه كله لإنه عظيم فعلاً:

Comments 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *