“الأفكار بدون تنفيذ —> هلوسة وتخاريف”
أنا عارف إنه كلام بديهي إنك لازم تنفذ وتتحرك عشان تحقق بداية جديدة ويحصل أي تغيير، بس في واقع الأمر مش كل الناس بتوصل لمرحلة التنفيذ.
كام مرة سمعت عن واحد اشترك في الجيم وراح مرة واحدة، طب سمعت عن اللي بيقول هعمل ريجيم ويضبط أكله ٤٨ ساعة بس، وبعد كده يرجع تاني ياكل أكل مش صحي. طب سمعت عن شخص كان مع صحابه وهم قاعدين على القهوة وقالهم أنا عندي فكرة مشروع هايلة وخطتها جاهزة، وبس كده، خلص الموضوع عند الكلام ومفيش حاجة اتنفذت. على قد ما الهدف (ال ليه) والتفكير والتخطيط (المبني على معلومات) مهمين، لكنهم ولا حاجة من غير تنفيذ على أرض الواقع. الموضوع كله هيتحول إلى مجرد أحلام يقظة.
الموضوع في الأول ممكن يبقى تقيل عليك ومحتاج تركيز زيادة, وتبص على نفسك وانت بتعمل كل حاجة خطوة بخطوة لحد لما يبقى حاجة عادبة وبتتعمل بشكل تلقائي, زي السواقة بالضبط. أي حد أول ماكان بيتعلم السواقة كان شايل الهم وقاعد بيفكر بشكل تدريجي و بيعمل كل حاجة ببطء وعملره ماكان يتصور انه ممكن يسوق بأريحية ةيبقى حافظ الطرق زي الناس التانية. بالوقت والتدريب لما بيبدأ ينفذ ويسوق, خطوة بخطوة بيلاقي نفسه ولا مايكل شوماخر. عشان كده لازم تبدأ في التنفيذ وتاخد الموضوع خطوة خطوة لحد ماتتمكن ويبقى جزء من روتينك وتوصل لهدفك، حتى لو هتقع وتقوم وتجرب تاني.
فكرة WiN لتحقيق بداية جديدة والوصول للأهداف!
التنفيذ الجيد للخطة والسواقة (القيادة أو الملاحة) للأهداف على أرض الواقع، هو الجزء الثالث من رؤية WiN اللي عرضناها قبل كده في المقالتين اللي فاتوا: مقالة الجزء الثالث: ليه التغيير؟ (١) ومقالة الجزء الرابع: التفكير والتخطيط (٢)
فكرة WiN بتتكون بكل بساطة من:
١- W (Why) —> ليه. وهي دي نقطة الانطلاق والأساس لأي بداية جديدة ونجاح ممكن نوصله.
٢- i (insights) —> المعلومات (التفكير).النقطة دي ليها علاقة بالبحث والتحضير ووضع الخطة والاستراتيجية اللي همشي عليها للوصول للهدف وتحقيق بداية جديدة.
٣- N (Navigation) —> السواقة (التنفيذ). ازاي تتحرك في خلال السنة أو الشهر أو المدة اللي انت محددها لتحقيق بداية جديدة وتوصل لهدفك. ازاي تتابع أدائك وتتخطى المشاكل اللي ممكن تقابلك.
خرائط جوجل هي الطريق لأي بداية جديدة
دلوقتي لو أنت في البيت وعايز توصل لمكان معين مروحتوش قبل كده، بتعمل ايه؟ أول حاجة، قبل مابتنزل حتى، بتفتح تشوف الطريق على جوجل. سواء معاك عربية ولا هتركب مواصلات ولا هتطلب أوبر، كلنا تقريبا بنعمل نفس الخطوة. حتى فيه ناس مننا بتقول إحنا كنا عايشين ازاي من قبله؟ طب هو ايه الفائدة من خرائط جوجل (أو غيره من تطبيقات الملاحة المعتمدة على نظام ال GPS)؟ ليه بنحبها وبنستخدمها كتير؟
١– الرؤية: بتديلك إحساس بالطمأنينة وإنك عارف انت فين في المشوار وهتوصل امتى. مش مجرد نازل من بيتك وزي ماتيجي تيجي، ممكن توصل في ساعة وممكن يبقى حظك حلو وتوصل في ٤٥ دقيقة، وممكن تبقى مزعل الست الوالدة في البيت ف تديلك دعوة حلو وفجأة الطريق ياخد ساعتين.
٢- التحكم: انت هنا بتحس إنك بتتحكم في وقتك وترتيبك للأمور بشكل عام. حتى لو مش بتتحكم في إنك تقلل وتزود الزحمة، لكن انت عندك المعرفة على الخطوات اللي جاية؛ المعرفة دي بتديك القدرة على التحكم في حاجات تانية، زي إنك تتكلم تعتذر عن الميعاد اللي رايحله عشان زحمة ومتروحش خالص. وممكن تتحكم في وقتك إن تعرف تروح مشوار تاني في السريع جنب المكان اللي رايحله.
٣- الإنجاز: كلنا بنحس بالانجاز واحنا شايفين الدقائق المتبقية على الوصول بتقل. انت من الاول عارف إن المشوار ساعة، لكن كل ما الوقت بيقل ل ٤٥ دقيقة وبعدها ٣٠، بتحس إنك ملك زمانك. مجرد إحساس إنك ماشي على الخطة وبتنفذها بيخليك تحس انك حققت حاجة مهمة.
٤- البديل: ساعات وانت ماشي تلاقي جوجل اقترح عليك طريق بديل عشان الطريق اللي انت ماشي فيه اتزحم فجأة لسبب ما. وبيوضحلك إنك ممكن تفضل متمسك بنفس الطريق اللي اختارته في الأول، بس الوقت هيزيد و تبعد عن الهدف. وممكن تغير الخطة أو الطريق عشان توصل للمكان (الهدف) في وقت أحسن.
٥- المراقبة: فيه خاصية في جوجل إن حد من أسرتك يكون متابع خطواتك ويطمن إنك ماشي على الخطة مضبوط. عن طريق إنه بيشوف مكانك والتزامك في الوصول للمكان (الهدف). عشان لو مشيت في طريق غلط، ينبهك ويوضحلك إنك كده بتبعد عن الخطة. ساعات ممكن متبقاش مركز كفاية مع الخطة والخطوات اللي المفروض تمشي عليها، وبتحتاج مكالمة من حد يفوقك ويرجعك على الطريق.
أمثلة للسواقة وتنفيذ الخطة لتحقيق بداية جديدة
نفس الفوائد اللي موجودة في خرائط جوجل، انت محتاجها وأنت بتسوق جوة الخطة بتاعتك للوصول الهدف (ال ليه). عشان كده مهم اوي انك تكون مكسر الخطة بتاعتك لخطوات صغيرة متقاربة لبعض في الوقت وفي حجم الانجاز. ده أحسن ١٠٠ مرة من انك تحط خطوات على بعد شهور من بعض وتكون حجم الخطوة كبير.
مثال ١ – عايز أخس: لو عايز تخس ١٢ كيلو في خلال سنة، متبقاش خطواتك وتتابع عليها انك تنزل ٤ كيلو كل ٤ شهور. حط خطوات أقرب، نص كيلو كل اسبوعين مثلاً. عشان تتأكد انك ماشي على الخطة وتحس بالانجاز لما تنزل النص كيلو ده، أو تعرف انك لازم تعوض وتركز أكتر لو محققتش النص كيلو ده. لإن تعويض النص كيلو مقدور عليه، لكن تعويض ال ٤ كيلو لما يروحوا منك هيحبطك وممكن يخليك تتخلى عن الفكرة خالص زي ما اتكلمنا في مقالة : أخطاء يجب تجنبها (٣)
مثال ٢ – مشروع في الشغل: نفس الكلام لو انت في مشروع في الشغل، لازم يبقى عندك خطوات بسيطة قريبة من بعض لحد ماتوصل للصورة الكبيرة والمشروع يكمل. طبعاً هيبقى فيه خطوات أهم وأضخم من الباقي، بس مهم اوي المتابعة كل فترة على كل خطوة وصلت فيها لايه لحد دلوقتي عشان تلحق نفسك. ومهم اوي كمان يكون في متابعة ومساعدة خارجية من مديرك أو المسئول عن تنسيق المشروع عشان يبقى فيه عين تانية بتنبه لو فيه خروج عن الخطة أو تأخير.
عشان كده بقولك إن السواقة من خلال خرائط جوجل ماتفرقش كتير عن السواقة وأنت بتنفذ خطتك للوصول للهدف. لازم تبقى متابع مع خطواتك اللي محددها من قبل كده. نفس الفوائد بالضبط: الرؤية، التحكم، الإنجاز، البديل، المراقبة.
خلي عينك على الهدف، مكان الوصول، الغاية، ال ليه !
في الحقيقة، وانت بتنفذ خطتك لتحقيق بداية جديدة، هتقابل مشاكل كتير وعقبات تطلعك برة الطريق الأساسي. في بعض الأوقات فيه حاجات هتبقى برة دائرة تحكمك ومش هتعرف تغيرها.
مثال – الرياضة: الجيم اللي متعود تتمرن فيه قفل، ودي حاجة مش هتعرف تحلها. مش معنى كده إنك تبطل تمرين وتقول أنا الخطة بتاعتي إني اتمرن في الجيم ده بالذات. أنا متفهم إنك ممكن تكون متعود عليه، وأقرب للبيت، بس بطلب منك ترجع للهدف الأساسي.
–هدفك (ال ليه) مثلاً إنك تخس أو بتحضر لسباق أو بطولة معين.
–الخطة بتاعتك (مبنية على معلومات) كانت التمرين في الجيم ده ٣ مرات في الاسبوع لمدة ساعة قبل ماتروح الشغل.. الجيم ده جزء من الخطة مش الهدف.
-أثناء التنفيذ (السواقة) انت مضطر دلوقتي تغير جزء من الخطة وتشوف جيم تاني، أو تتمرن في البيت.
مهم اوي تفضل عينك على الهدف والغاية (ال ليه)، زي ما جوجل بيعمل، بيديلك طريق بديل عن الطريق الاصلي لما بتطلع عقبات تعطلك. وانت كمان مهم تلاقي طريق أو خطة بديلة توصلك لهدفك الأصلي.
لتحقيق بداية جديدة، بلاش دلع!
ايوا دلع، انت قريتها صح. أصل إنك تطلع برة الخطة وتتحجج بإنك مش فايق انهاردة، أو نمت متأخر انبارح أو أنا كده ممكن أتأخر على قعدة الشباب على القهوة نص ساعة. ده اسمه دلع عشان خاطر كلها حاجات جوة دائرة تحكمك، كلها حاجات تقدر توظفها لصالحك ولصالح الهدف اللي انت محدده.
بكل بساطة، لو عايز أسنانك تبقى نظيفة وصحية، بتغسلها كل يوم، مبتجيش تغسلها ١٠ مرات يوم الجمعة لما يبقى مزاجك رايق، وبقيت الاسبوع مابتغسلهاش خالص عشان مكسل ولا مش قادر. ساعتها أسنانك مش هتتحسن بالطريقة دي ولو بعد عشر سنين.
الخلاصة:
التنفيذ شئ أساسي لتحقيق بداية جديدة، ومتابعة الاداء على مدار الخطوات اللي محددها, عامل زي السواقة وانت مشغل خرائط جوجل. نفس الفوائد بالضبط: الرؤية لمكانك في الخطة دلوقتي، التحكم من خلال المعرفة في الأشياء اللي ممكن تحسن أدائك، الإنجاز حتى لو خطوة بسيطة بس بتبقى فخور إنك عملتها، البديل للطريق اللي انت فيه لو ظهرت عقبات برة ايدك انك تحلها، المراقبة سواء من نفسك أو من غيرك للتنبيه في حالة البعد عن الخطة.
بالشكل ده احنا غطينا في التلات مقالات مراحل فكرة WiN:
١- W (Why) —> ال ليه
٢- i (insights) —> المعلومات (التفكير والتخطيط)
٣- N (Navigation) —> السواقة (التنفيذ)
المصادر والمراجع:
١- مقالة بداية جديدة – الجزء الثالث: ليه التغيير؟
٢- مقالة بداية جديدة – الجزء الرابع: التفكير والتخطيط
٣- مقالة بداية جديدة – الجزء الثاني: أخطاء يجب تجنبها!
٤- مقالة بالانجليزي عن ازاي تتأقلم لما الأشياء ماتمشيش زي الخطة
How to Cope When Things Don’t Go as Planned
٥- مقالة بالانجليزي عن فوائد نظام ال GPS اللي بيستخدمه تطبيق خرائط جوجل أو غيره من تطبيقات التتبع
[…] https://et3alemteh.com/?p=518 […]