امام عاشور وفينسيوس، بين التمييز والعنصرية ! خليك إنسان

مش محتاج تكون مهتم بالكورة عشان تقرا المقالة دي، محتاج تكون بس انسان، يعني تكون ضد التمييز والعنصرية. ومتفتكرش اننا بعيد عن الموضوع ده، لإننا هنتكلم في أمثلة وقصص تأكدلك إنك شفت قدامك مواقف بتشجع على التمييز والعنصرية ده لو ما طلعش أساساً انك انت اللي كنت بتمارس التمييز والعنصرية من غير ماتاخد بالك (وأنا أول المذنبين)…

هدفنا انهاردة إننا نفتح عينينا على الحاجات اللي بنقولها ونعملها وبتندرج تحت مجال التمييز والعنصرية عشان نغير من نفسنا وناخد بالنا.

القصتين اللي معانا انهاردة وهنبدأ منهم كلامنا؛ هم فعلاً قصص من الرياضة، اللي زي ماهي حاجة عظيمة وفيها مبادئ وقيم وفوايد هايلة، ساعات بتكشف عن الوجه القبيح لبعض الأفراد. والموضوع مش بس بيحصل في كرة القدم لكن في رياضات تانية برضه.

قصة ١ عن التمييز والعنصرية: عاشور تاب، مبقاش بواب!

للي مش متابع للوسط الكروي المحلي حالياً، خليني اوضحلك الموضوع؛ فيه لاعيب اسمه امام عاشور كان بيلعب في نادي الزمالك، وبعدها راح نادي في الدنمارك لفترة، ورجع مصر يوقع للنادي الأهلي. بما إنك عارف حجم الندية والتحدي بين جمهور الفريقين، لك أن تتخيل حرب السوشيال ميديا اللي حصلت بينهم. المهم في الموضوع ده ان بعض من جمهور الاهلي اطلق حملة: عاشور تاب، مبقاش بواب! في ربط بين هتاف سائد بين جمهور الاهلي ان جمهور الزمالك دول بوابين.

مالهم البوابين بقى؟ يعني انت لما تبقى عايز تشتم وتغلط في واحد تقوله يابواب؟ هو مهنة البواب غلط ولا حرام ولا شتيمة؟ طب ما كتير من البوابين أساساً بيشجعوا الأهلي. الموضوع كده داخل في سكة التمييز والعنصرية أو خلينا نقول بمعنى أدق إن ده تمييز ضد فئة أو مهنة معينة في المجتمع. رغم انك ممكن تكون بتحب بواب العمارة بتاعتك وبتسلم عليه في الرايحة وفي الجاية، لكن تيجي في وقت ومكان تاني وتتعامل مع شخصه وشغلانته كأنها شتيمة.

قصة ٢ عن التمييز والعنصرية: فينسيوس قرد!

القصة دي حصلت في مايو ٢٠٢٣ في ماتش كرة قدم في الدوري الاسباني بين فريق ريال مدريد وفريق فالنسيا، لما شوية من جمهور فالنسيا بدأ ينادي على فينسيوس (لاعب ريال مدريد، برازيلي الجنسية) ويقولوله إنه قرد ويقلده حركات القرد في إشارة للعنصرية الشديدة ضد لون بشرته وشكله (١). طبعاً فيه بيانات وتحقيقات قضائية حصلت مع المشجعين اللي عملوا كده، ورئيس البرازيل اتكلم في الموضوع ولاعيبة ريال مدريد ولاعيبة البرازيل تضامنوا مع فينسيوس وكرموه وحييوه وشجعوه في الماتشات اللي بعد كده.

بين التمييز والعنصرية نلاقي إن العنصرية هي الدرجة الأقوى وبتبقى عنيفة وفيها سب وقذف وساعات ضرب كمان وساعات قتل ضد شخص لاختلاف عرقه أو لونه أو جنسيته عنك. موضوع العنصرية ده، بالذات في الرياضة بيقلب الدنيا، لإنها من أقبح الحاجات اللا إنسانية اللي ممكن شخص يعملها ضد شخص أخر. شفنها في الرياضة في مواقف كتيرة، وفيه فيديو تحت لمواقف تانية مشابهة (٢). وشفناها في حملة في أمريكا اسمها Black lives matter لما بعض أفراد الشرطة كانوا بيتعاملوا مع أصحاب البشرة السمراء بشكل عنيف بيأدي للموت، تحت فيه فيديو شرح للحملة دي (٣).

أمثلة عن التمييز والعنصرية من حياتنا اليومية!

احنا اتكلمنا في قصة الأهلي والزمالك عن البوابين كمثال عن التمييز اللي بيحصل في الكورة عشان ده الموضوع اللي منتشر دلوقتي، لكن لو فتحنا في موضوع التمييز والعنصرية في مجال الرياضة في مصر محتاجين مقالات كتير عشان الموضوع يكفي. والموضوع طبعاً مش من جمهور الاهلي بس، احنا بلا فخر كل الاندية وجمهورهم ومشجعينهم بيشتركوا في الموضوع.

طب تعالوا نتكلم في شوية أمثلة كده تخص التمييز والعنصرية، عد ورايا انت شاركت في كام حاجة من دول أو شفت كام موقف مشابه حصل قدامك:

في الشغل:

  • صاحب شغل أو شركة عايز يعين راجل في شغلانة مش ست، من غير مايكون فيه سبب مقنع زي ان الموضوع محتاج مجهود بدني معين في شيل حاجات تقيلة مثلاً.
  • صاحب شغل أو شركة أو موظف مبيختارش الموظفين على أساس قدراتهم وإضافتهم للعمل، لكن على أساس إنهم شبهه في التوجه الديني أو اللبس أو المستوى الاجتماعي أو التعليم. كل دي نماذج تمييز ضد فئة مختلفة عنك.
    المثال اللي فوق ده بيتكرر كتير كمان في التعاملات بين الأفراد حتى لو هم مش في نفس الشركة، زي مندوب وصاحب محل ولا كاشير في سوبرماركت وعميلة داخله عندهم أو غيره.

في الشارع:

  • واحدة ماشية في الشارع في حالها وفجأة الشباب كلهم يقفوا يتنحوا، ده لو اكتفوا إنهم يتنحوا بس (طبعاً ده تحرش بالاضافة إنه تمييز ضد الست في حريتها في الحركة).
  • واحد يقول اكيد اللي سايقة العربية اللي هناك دي ست ومبتعرفش تسوق (وساعات بيطلع راجل مبيعرفش يسوق عادي يعني).
  • شاب صغير في السن يبقى ماشي بعربية شكلها غالي، ففجأة نقرر انه مش متربي ومعندوش أخلاق وأبوه حرامي، مع انك لا شفته ولا تعاملت معاه أساساً.
  • لو قزم ماشي في الشارع ولا شخص عنده اعاقة جسدية ولا حد اتعرض لحادثة وعنده حروق في وشه، الناس بتبدأ تبصله وتتعامل معاه كأنه وحش لازم يخافوا منه، رغم إنه بني آدم زيه زيك بظروف وشكل مختلفة.
  • أصحاب البشرة السمرا سواء مصريين أو من برة، بيتقالهم يابكار وياعثمانة وياسمارة وفيه ناس بتتريق عليهم وبتحطهم في اطار انهم مينفعش يشتغلوا غير شغلانات معينة معظمها خدمي بهدف التقليل من الشخص ولا كأنه زيه زيك عادي.
    ده حتى وصلوا محمد منير لدرجة إنه يغني بنفسه ويقول: دول عايروني وقالولي يا أسمر اللون يالالي، دول عايروني وقالولي يا اسمر اللون يا لالالي، صحيح انا اسمر وكل البيض يحبوني يا لالاي !

كنا اتكلمنا عن التعامل مع بعض وأهمية قرب الناس كأساس للسعادة وطولة العمر، لما شفنا ده كأهم العوامل عند سكان المناطق الزرقاء اللي بيمتازوا بأعلى معدلات السعادة عالمياً + أعلى متوسط للأعمار (٤).

الخلاصة:

قصدنا أو مش قصدنا، ساعات بنقول تعليقات بتحتوي على جزء كبير من التمييز والعنصرية وهدفنا انهاردة اننا نحاول نركز ازاي جوة الشغل أو في الجامعة أو في تعاملاتنا اليومية نقلل التعليقات والمواقف دي. مش الهدف انك تمشي تحسس على الناس ولو حد غلط متحاسبوش، لكن الهدف انك لما تنتقد حد يبقى على أساس حاجات هو عملها غلط فعلاً مش مجرد عشان شكله أو دينه أو فكره أو مستواه الاجتماعي أو غيره.

الموضوع كبير واحنا غطينا الأساسيات فيه والأمور اللي مفيش خلاف عليها، لكن فيه أمور تانية فيها نقاشات تفصيلية وجوانب مختلفة ممكن نتكلم فيها بعدين.

المصادر والمراجع:

١- فيديو لمشكلة فينسيوس مع جماهير فالنسيا
https://youtu.be/orTQ-7YHdps

٢- فيديو يوضح مواقف عديدة عن العنصرية في الرياضة
https://youtu.be/zyTGxv56at0

٣- فيديو لشرح حملة Black Lives Matter
https://youtu.be/YG8GjlLbbvs

٤- مقالة المناطق الزرقاء عن التعامل مع بعض كأفراد
https://et3alemteh.com/?p=337

Comments 9

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *