مقالة انهاردة خفيفة ولذيذة، وفي نفس الوقت مهمة جداً في إنها تفتح مخنا على أهمية تغيير طريقة التفكير ونظرتنا لبعض الأمور؛ يعني فيه حاجات ممكن تكون فيها جزء كبير من التفاهة في وجهة نظرنا، بس حلوة ومضحكة لغيرنا. كتير من الناس بيعد يتكلم على التفاهات اللي موجودة حوالينا على السوشيال ميديا، وازاي ان احنا عايشين في عصر التفاهة، وإن الجيل الحالي ده جيل خايب وجيل بايظ. مع إن ياسبحان الله في مسرحية العيال كبرت اللي اتعملت سنة ١٩٧٩ يعني من ٤٤ سنة، كان حسن مصطفى بيقول لأحمد زكي برضه انتوا جيل خايب وجيل بايظ!
عصر التفاهة
جيه قدامي على يوتيوب حلقة بعنوان عصر التفاهة للدكتور مأمون علواني (١). بصراحة أنا مكنتش اعرف مين الدكتور ده بس عنوان الحلقة شدني وشوفتها ولقيته بيتكلم عن ازاي العصر الحالي ده عصر راقصي التيك توك وإن ده تخدير للعقول… وبعدها بشوية لقيت حد كاتب على الفيسبوك ان إزاي الأهالي بيعانوا دلوقتي في تريية أولادهم وحمايتهم من الحياة الfake المزيفة اللي السوشيال ميديا بتشد ولادهم ناحيتها، وفين أيام الزمن الجميل لما كانت كل حاجة جميلة ومثالية والأنشطة مفيدة وكنا كلنا محميين من الأفكار الغربية الشاذة عننا.
أنا مش جاي انهاردة عشان أحكم إذا كانت الأنشطة والأمثلة دي فيها جزء من التفاهة ولا لأ… أنت وقرارك، لو شايف اللي بيحصل ده قمة التفاهة في وجهة نظرة، هطلب منك بس تكون عادل وتعترف ان عادي ان حد يشوف الحاجات المشابهة ليها اللي كانت بتحصل قبل كده برضه فيها جزء من التفاهة… ولو شايف إن الحاجات اللي بتحصل دلوقتي دي مضحكة ولذيذة، يبقى عادي إن غيرك يشوف الحاجات اللي كانت بتحصل زمان مضحكة ولذيذة برضه…
مش لازم نتفق كلنا على حاجة واحدة إذا كانت تافهة ولا مضحكة ولا مفيدة، لكن المهم اننا نتفق انه من المقبول والمنطقي انه يكون فيه آراء مختلفة وتحترم ده. اللي بطلبه تاني بس انك تكون عادل ومنصف وانت بتقارن بين الحاجات اللي شبه بعض، ومتبقاش بس قاعد بتنظر على غيرك وأنشطتهم وانت ممكن تكون كنت بتعمل حاجات مشابهة قبل كده ومبسوط بيها وشايفها عادي.
التفاهة دلوقتي = التفاهة زمان
شيكالاستيك وسطلانة = السح الدح امبو وكاماننا:
كلها كلمات مش مفهومة والمغنيين اخترعوها عشان يعملوا صيت لأغانيهم. التفاهة في اختراع كلمات مش مفهومة موجود من زمان، مش اكتشاف سنة ٢٠٢٠. ده احنا ياجماعة كنا بنغني أني مسافرة وهعمل حفلة، وقبلها أغنية الجيل كانت بابا فين، بابا هنا أقوله مين بيكلمه؟! ويجي نفس الناس دول يتريقوا على التفاهة اللي موجودة في بعض الأغاني دلوقتي!
أخبار الفن على السوشيال ميديا = مجلة الكواكب أو نص الدنيا:
ساعات بنعد نتريق على أخبار المغنيين أو الممثلات اللي منتشرة على السوشيال ميديا، بس هم دول يفرقوا ايه عن كمية الاخبار اللي كانت موجودة في المجلا والجرايد الصفرا زمان اللي مورهاش غير فضايح نجوم المجتمع، فيه وجهة نظر البعض كلها حاجات بتمثل التفاهة في نقل الخبر وتغييب العقول عن النقاشات الثقافية الاي ممكن تبقى مفيدة اكتر للمجتمع.
اسماعيل يس وشكوكو = تقليد التيك توك:
تفرق ايه الحاجات اللي قعدنا نضحك عليها زمان لاسماعيل يس وشكوكو في مستوى الضحك واللذاذة، أو ممكن تبقى ناش شايفها قمة التفاهة والسخافة، عن التحديات والتقليد على التيكتوك وأغاني مخصماك وبكلمك مش بترد!
اونلاين شوبينج = شيكوريل:
فيه تريقة كتير على كمية الاونلاين شوبينج اللي فيه ناس بتعمله على النت وتقول إن ده قمة التفاهة والبذخ والصرف، يفرق ايه ده عن الناس اللي كانت فسحتها شيكوريل ولا محلات وسط البلد وييتفرجوا ويشتروا ببذخ. اللي عنده مشكلة في ده يبقى عنده مشكلة في الحالتين. ياجماعة ده احنا كبرنا على قناة تميمة اللي كانت شغالة طول اليوم تبيعلنا شنطة المدرسة.
ويجز وعفروتو = احمد عدوية وحكيم:
انا فاهم ان المغنيين دول طريقتهم في الغناء مختلف عن بعض، لكن كلهم أول ماطلعوا قدموا لون مختلف للغناء، واتهاجموا من اللي قبليهم، وقالوا للي بيسمعوهم، ايه التفاهة اللي مشغلينها دي، هو ده اسمه فن ولا غنا… طب انتوا عارفين ان حتى عبد الحليم حافظ لما ابتدى يغني اتهاجم من الجيل اللي قبله اللي كان بيحب محمد عبد الوهاب، ومحمد عبد الوهاب نفسه كان اتهاجم من الجيل اللي قبله من معجبين محمد عبد المطلب.
الجيمينج (الألعاب الالكترونية) = لعب الطاولة على القهوة:
ولاد وبنات كتير بيقضوا جزء كبير من يومهم دلوقتي قاعدين قدام التليفزيون أو الكمبيوتر يلعبوا بلاي ستيشن أو غيره من الألعاب، اللي اتطورت وبقيت بيتكلموا فيها مع ناس بيلعبوا معاهم اونلاين في نفس الوقت، ده لو هم مش قاعدين أساساً مع صحابهم في سايبر (مركز ألعاب الكتروني)؛ وبشكل نسبي ده مش بعيد عن الساعات اللي ناس تانية كانت بتقضيها تعد على القهوة تلعب طاولة ولا كوتشينة ولا ألعاب الفيديو جيم الكبيرة دي في الملاهي ولا الأتاري لما طلعت. وعلى فكرة متوسط عمر لاعبي الألعاب الاكترونية المحترفين هو ٣٥ سنة.
الخوف من الانترنت = الخوف من التليفون الأرضي:
الناس اللي خايفة من تطور الانترنت وشايفين انه ده عصر التفاهة (مبقولش اذا كنت بتفق معاهم ولا بختلف) بيفكروني بالناس اللي كانوا خايفين جداً وقت ظهور التليفون الارضي وتغييره لحياتهم وحياة ولادهم، زي لما نظيرة بنت عبد الغفور البرعي في مسلسل لن أعيش في جلباب أبي (سنة ١٩٩٦) كانت عايزة تليفون في اودة نومها، وده كان طبعاً حوار ساعتها وقصة كبيرة.
الخلاصة:
توسع وتطور الانترنت والتكنولوجيا أكيد ادوا مساحة أكبر لنشر الافكار والوصول للمعلومات بسهولة للجميع. كل واحد بقى ليه حرية القرار إنه يستغل المساحة دي بالشكل اللي عايزه، في ايده إنه ينشر أو يتفرج على حاجات شديدة التفاهة أو ينشر ويستفيد من أفكار شديدك الإفادة. ولما ترجع على مدار السنين، هتلاقي ان المبادئ والقيم والأخلاق والتربية السليمة مبتتغيرش قواعدها مهما اتغيرت الحياة واتطورت من حوالينا.
اللي عايز يعمل حاجة غلط يقدر يعملها في أي عصر وفي أي زمان، طبقاً للظروف اللي حواليه، واللي عايز يعمل حاجة صح، يعملها في أي وقت ويقدر يستخدم كمان التطور والتكنولوجيا اللي موجودة حواليه عشان يقدم محتوى مفيد ويساعد غيره (٢).
الحل في مواجهة الأفكار اللي انت معترض عليها مش في المنع والقطع لكن في المواكبة وتطوير التفكير واستغلال التكنولوجيا دي لتقديم ومشاركة محتوى مفيد ينتشر اكتر ويستفيد بيها ناس اكتر.
احنا متكلمناش انهاردة على الجانب الايجابي للتكنولوجيا، سواء في التعليم أو المؤتمرات أو الطب أو غيره، ولا دخلنا في الاثار السلبية على صحة الانسان البدنية أو النفسية أو حتى التأثير البيئي نتيجة لتطور وتوسع التكنولوجيا؛ ان شاء الله في مقالة جاية نستعرض الجوانب دي.
*اكتشفت ان فيه كتاب اسمه نظام التفاهة وشكله لذيذ، اعتقد هيبقى على قائمة القراءات والمقالات اللي جاية.
المصادر والمراجع:
١- عصر التفاهة – راقصو التيك توك / د. مأمون علواني
https://youtu.be/PowAKK7ccFA
٢- بعمل مقالات ليه؟ الدائرة الذهبية
https://et3alemteh.com/?p=567