هنتكلم انهاردة على كتاب وصايا للكاتب محمد الرطيان، اللي بعتبره من أفضل الكتب اللي قريتها في تقديم نصائح للحياة وتنمية وتطوير الذات (١). الكاتب بيقدم لأولاده وبناته مجموعة من النصائح وصلوا لعدد ٢٧٣ نصيحة، مش هنتكلم عليهم كلهم طبعاً، لكن هختارلكم من وجهة نظري أهمهم وندردش شوية على كل واحدة منهم.
كتاب وصايا تم إصداره سنة ٢٠١٢ وبيقول فيه محمد الرطيان إنه تأثر بشكل كبير جداً بلقمان الحكيم والشريف حجازي وجاكسون براون؛ كل واحد من التلات أسامي دول تاريخ لوحده وعاش في حقبة زمنية مختلفة جداً (٢). إحنا بنتكلم عن وصايا قدمهوا لأولادهم من أكتر من ١،٥٠٠ سنة زي ماتم ذكر وصايا لقمان لابنه في القرآن الكريم. رغم إن كتاب وصايا جديد جداً مقارنة بالناس اللي أثروا فيه، لكن القيم والمبادئ والنصائح بتفضل ثابتة بشكل كبير خلال السنين والقرون، لإن طبيعتنا وفطرتنا كبني آدمين مبييتغيرش بشكل كبير، مهما اختلفت الحاجات اللي حوالينا.
بداية كتاب وصايا – أفضل بداية عن القراية
الوصية: “الذي لا يقرأ… لايرى الحياة بشكل جيد. فليكن دائماً هنالك كتاب جديد بجانب سريرك ينتظر قرائتك له.”
أنا حبيت كتاب وصايا ده أول ماقريت النصيحة دي في أول الكتاب لإن من غير مبالغة القراية غيرتلي حياتي تماماً. زمان كان اخري مجلة ميكي (اللي كان فيها معلومات وأجزاء مفيدة) بس لما دخلت بجد في موضوع القراية والكتب، روحت عالم تاني وحسيت إني كمستوى فكري وفي تعامل مع الناس بتحسن أضعاف ما كنت قبل القراية. القراية هي فرصة للمعرفة وتمرين للعقل وللروح وبتخليك تسافر بخيالك عبر الزمان والمكان، حاجة تانية خالص حتى غير الأفلام الوثائقية. كنا اتكلمنا قبل كده على أهمية القراية وفوايدها وازاي ابدأ اقرا في مقالة وقت معرض الكتاب، هنسيب اللينك في اخر المقالة (٣).
اضحكلها تضحكلك والله كده اسهلك
الوصية: “أشياء بسيطة من الممكن أن تمنحك الكثير، دون أن تكلفك أي شئ… منها: أن تبتسم في وجوه الناس!”
انت بمجرد ماتضحك للي قدامك هتلاقي أبواب كتيرة بتتفتح، والأمور بتبقى أسهل في التعامل وفيه قابلية للمساعدة. أصل الابتسامة دي بتحسس اللي قدامك مهما كان مستواه الاجتماعي وقدراته المادية إنك بتحترمه ورايح تتعامل معاه زيه زيك، من غير تنطيط على حد. فيه فيديو انتشر جامد في السنتين اللي فاتوا لمدرس في الصين شكله مجهد وتعبان، قبل مايدخل الفصل قعد يضبط ابتسامته ويفرد وشه عشان الطلبة اللي داخل يشرحلهم يتقبلوا منه الكلام ويسمعوا.
لكن إننا نبقى ماشيين بزعابيب أمشير على وشنا وإننا نتعامل مع بعض وكل واحد شايل طاجن سته والهم مالينا، ده مش هيفيد حد، بالعكس هيضرنا كلنا. مبقولش إن الدنيا وردي وإن مفيش مشاكل، بس ابتسامة بسيطة مش هتكلفك فلوس، بالعكس هتحسن حالتك النفسية وحالة اللي قدامك وتنجزلك حاجتك أحسن. وبعدين ياسيدي ده تبسمك في وجه أخيك صدقة!
امسك نفسك ومتتعصبش
الوصية: “حاول ألا تتحدث كثيراً عندما تغضب… حاول أن تسيطر على الكلمات، ولا تجعلها هي التي تسيطر عليك… فأغلب الكلمات التي تُقال في لحظات الغضب… كلمات غبية!”
أصل أسهل حاجة إنك تزعق وتعلي صوتك وتقول أي كلام وتشوح بإيدك… وبعد كده هيحصل ايه؟ هتهدى بعد شوية وترجع تعتذر وتقول أنا أسف، أنا مش عارف قلت كده ازاي، بس هم اللي عصبوني ووصلوني للمرحلة دي… بعصييتك انت بتضيع حقك، بدل ماكان ليك حق عندهم وهم الغلطانين، دلوقتي انت كمان غلط والموضوع هيخلص واحدة قصاد واحدة ويبقى مات الكلام، وأنت هتطلع من الموضوع حاسس إنك مهدور حقك، رغم إنك أنت اللي ضيعته بإيدك لما سيبتهم يستفزوك ويخلوك تتعصب وتغلط.
معلش سخنت شوية في النقطة دي، بس عشان لسه شايف الموقف ده قدامي بالظبط من يومين، حد كان ليه حق وضيعه بعصبيته!
أمي، ربنا يديها الصحة، دايماً تقولي كل حاجة ممكن تتحل بالهدوء وبالتفكير، وبعون الله كله هيتضبط، وبتعيد عليا حديث النبي (ص) اللي بيقول: “ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب”… الشديد هنا المقصود بيه القوي، القوي اللي بجد اللي هو قوي النفس مش قوي الجسم والعضلات، والصُّرَعة معناها إن الشخص ده يزعق ويضرب ويشخط وينطر! عشان كده ضبطك لنفسك وعدم عصبيتك قدام أقوى المشاكل والاستفزازات ده اللي يخليك تتميز عن غيرك وتبقى قوي النفس من جواك وتعرف تتصرف صح وتجيب حقك مضبوط. ماهو أخد الحق صنعة، مقالوش أخد الحق عافية!
وصية الصراحة والوقاحة من كتاب وصايا
الوصية: “كن صريحاً ومرحاً.. ولكن انتبه! لاتقطع هذا الخيط الرفيع بين الصراحة والوقاحة… وبين الفكاهة والسخرية من الناس.”
متضيقهاش بقى ياعم وخليك فريش كده، وبعدين انت مش لسه قايلي من شوية ابتسم واضحك مه الناس، اديني ببتسم ومرح ولذيذ اهو! مش مختلف اننا نضحك مع بعض ونتريق على موضوع ونطلع واحد مننا على المسرح ونعمل عليه حفلة واحنا اصحاب مع بعض ويبقى هو بونبوناية القعدة شوية، بس بشرط إنك متقطعش الخيط اللي بيقول عليه في كتاب وصايا ده.
طب نحدد الخيط الرفيع ده ازاي عشان أخد بالي امتى الموضوع يبقى لذيذ وتمام وكلنا بنضحك مع بعض، وبين إني أبقى مؤذي ومتنمر ومتحامل وكل التعريفات دي؟ بكل بساطة لما يكون الشخص اللي بتتكلم عليه أو يخصه موضوع الضحك ده (الوبنوناية) قاعد معاكم بنفسه ويكون بيضحك معاكم ومتقبل النكت والضحك عادي، لكن أول ماوشه يقلب ويقلك خلاص كفاية أو يبطل ضحك تعرف إنك زودتها ولازم تلم الدور. الشخص اللي بتتكلم عليه ده هو الترمومتر عشان تعرف انت تمام ولا وسعت منك شوية في الضحك.
وطبعاً في كل الاحوال احنا مينفعش نقلب الموضوع ضحك في حاجات شخصية أو مش معروفة للي قاعدين وأسرار، ولا حاجات إحنا عارفين من قبل كده إن دي مواضيع حساسة للشخص ده، ولا نكون بنتريق على شكله ولا لونه، دي خلقة ربنا ومينفعش نتكلم عليها.
المصادر والمراجع:
١- معلومات عن محمد الرطيان كاتب كتاب وصايا
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B7%D9%8A%D8%A7%D9%86
٢- معلومات عن لقمان الحكيم والشريف حجازي وجاكسون براون
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D9%82%D9%85%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%8A%D9%85
٣- مقالة ازاي ابدأ اقرا؟ من مدونة اتعلمت ايه
[…] نصائح للحياة من كتاب وصايا – الجزء الأول – اتعلمت إي… […]
[…] نصائح للحياة من كتاب وصايا – الجزء الأول – اتعلمت إي… […]