٥ نقط عشان تعرف لو هي دي فرصة العمل المناسبة ليك!

في خلال الكام يوم اللي فاتوا كذا حد كلمني إن قدامه شغل جديد بس مش عارف هي دي فرصة العمل المناسبة ولا لأ ومحتار يسيب شغله الحالي ولا يفضل فيه… هتكلم معاكم في المواقف اللي زي دي بفكر ازاي، وايه أكتر ٥ نقط باخدهم في الحسبان لما بقدم نصيحة في الموضوع ده…

كلامي ممكن يبقى صح وممكن يبقى غلط، ممكن تقتنع بيه في الأخر ويمكن لأ، كده كده كمل قراية وفكر وشوف اللي انت مستريحله أكتر واعمله، عشان مفيش صح وغلط في الحاجات دي…

بص لقدام عشان تحدد لو هي دي فرصة العمل المناسبة

ابدأ بالمستقبل، فكر وكأنك سابق للزمن الحالي وتخيل ايه اللي هيحصل بعد كده، شوف انت عايز توصل لايه وارسم الطريق بإيديك. خليك عامل زي لعيبة الشطرنج المحترفين؛ مبيفكرش في الخطوة اللي جاية وخلاص، هو بداية تفكيره الخطوة اللي بعد اللي جاية واللي بعدها كمان، وعلى أساسها بيعمل الخطوة القريبة (١)… فرصة العمل المناسبة زي تحريك قطعة في لعبة الشطرنج، بيبقى فيه من بعدها احتمالات كتيرة، انت بقى لازم تفكر في الاحتمالات دي وعلى أساسها تختار المناسب ليك دلوقتي وايه الطريق اللي يوصلك لهدفك البعيد.

عارف السؤال التقليدي بتاع الانترفيو اللي هو شايف نفسك فين كمان خمس ولا عشر سنين؟ أنا كنت بحسه سؤال قديم ومفيهوش إفادة اوي، بس بصراحة الشخص اللي عنده رؤية وهدف واضح بيتميز بشكل كبير عن الشخص اللي ماشي اليوم بيومه ومش عارف هو عايز يوصل لإيه.

طبعاً انا عارف ان كل ده مجرد سعي واجتهاد من الشخص في التخطيط ومحدش عارف الدنيا هتمشي ازاي بعد كده، زي ما اتكلمنا قبل كده في مقالة محدش عارف الخير فين ولا ترتيب ربنا هيبقى ازاي (٢).

٥ نقط تراجعهم لو محتار في اختيار فرصة العمل المناسبة

مبدئياً كده، لو عارف انت عايز توصل لإيه ومخطط مستقبلك، حتى لو على المدى المتوسط في خلال العشر سنين اللي جايين، يبقى مبروك. انت كده ماشي في الطريق السليم وقطعت جزء كبير من المشوار وراسم طريقك جوه دماغك. ساعتها تحديد ايه فرصة العمل المناسبة بالنسبة ليك على أساس ال٥ نقط اللي جايين دول هيبقى مجرد تأكيد لمسارك وهتوصل لقرارك بشكل سريع…

أما لو حاسس إنك لسه تايه ومحتاج ترتب أفكارك ومش عارف ايه اللي ممكن تبقى عايز توصله، انصحك تبص على مقالة “طريق النجاح يبدأ ب ليه” ومقالة “الايكيجاي” اللي بتتكلم عن الربط بين هدفك في الحياة وشغلك، المقالتين دول ليهم لينك في المراجع في الاخر تحت (٣، ٤). ده بالإضافة طبعاً للخمس نقط دول اللي هيساعدوك تفكر على المدى المتوسط بشكل كبير والبعيد بشكل نسبي، ويخلوك تبقى واثق أكتر من قرارك في الخطوة الجاية على المدى القصير.

١- المجال:

المجال المقصود بيه هنا هو الصناعة أو قطاع العمل، يعني انت بتحب مجال ايه أكتر؟ الشغلانة اللي جايالك دي في مجال انت بتحبه وحاسس إنك عايز تشتغل فيه ولا لأ؟

مثلاً مجال العربيات ولا العقارات ولا المجوهرات، الشكل ده من المجالات ممكن يبقى متشابه في إن السلعة بتعتمد على منتجات غالية في القيمة والعميل بتاعه بيبقى فرد مش شركة، بنسبة كبيرة.عكس مجال زي الأجهزة الطبية ولا أنظمة المعلومات ولا حتى أجهزة التصوير والطباعة، ودول بشكل رئيسي العميل بتاعهم بيبقى شركات تانية، مش أفراد.

وطبعاً فيه مجالات المنتجات سريعة الحركة اللي بتتحط في السوبر ماركت من أغذية ولا مشروبات، أو قطاع الأدوية ومستحضرات التجميل الموجودين في الصيدليات… كل ده ومجبناش سيرة مجالات هندسية ولا فنية ولا سياحية ولا مالية ولا تكنولوجية ولا غيرهم كتير.

المجالات ملهاش أخر، عشان تختار فرصة العمل المناسبة لازم تبقى عارف ايه المجال اللي انت مهتم بيه، أو مجموعة المجالات اللي ممكن تحطها كاختيارات، وإيه المجالات اللي مش حاببها ورافضها تماماً. مش شرط تفضل في نفس المجال اللي انت كنت فيه، ممكن تفكر في مجال تاني بس تكون حابه ومناسب.

خلي بالك احنا في أول نقطة لسه، فموضوع المجال ده مش الفيصل، ده مجرد عامل من خمس عوامل تفكر فيهم.


٢- الوظيفة:

ندخل هنا في تفاصيل الشغلانة أكتر،ايه الإدارة اللي انت حابب تشتغل فيها؟ أو ايه الإدارة اللي انت حابب تشتغل فيها بعدين؟

خلي بالك ممكن فرصة العمل المناسبة ليك دلوقتي (على المدى القصير) تكون مجرد خطوة عشان تدخلك في إدارة انت مهتم بيها وبابها كان مقفول عليك… مثال: نفسك تشتغل في الإنتاج في مصنع وجاتلك وظيفة مراقب جودة، فممكن تبقى دي خطوة ليك عشان تاخد خطوة في اتجاه حلمك اللي بعد كده…

وبرضه مش شرط تكون نفس الشغلانة اللي انت شغال فيها دلوقتي، ممكن تبقى حاجة جديدة. المهم تبقى حاجة مناسبة لإمكانيتك وطموحاتك اللي عايز توصل ليها. يعني ممكن تبقى شاطر في الأرقام وتحب تقراها وتحلل البيانات اللي طالعة منها، بس مبتحبش وظيفة المحاسب تماماً ودماغك مخلياك تتجه ناحية المبيعات أكتر، وساعتها تستخدم مهاراتك دي برضه.

النقطة دي مهمة جداً عشان هنا بيبدأ بشكل أكبر تصور الوظيفة اللي عايز تشتغلها ومتخيل نفسك فيها وبتبني الخطوات اللي تساعدك في الوصول ليها.

٣- الخبرة:

مين اللي هيضيف للتاني أكتر؟ انت اللي هتضيف للمكان من خبرتك بالنسبة الأكبر وتاخد في المقابل فلوس أو منصب أو وعد بسفرية شغل برة مصر؟ ولا هتضيف للمكان من خبرتك من غير إفادة واضحة عايدة عليك وتبقى المعادلة خسرانة ليك؟

ولا هتحقق التوازن المطلوب وكل جانب هيضيف للتاني، انت بخبرتك ومجهودك وتفكيرك وحماسك، والشركة هتضيف ليك بالتوجه بتاعهم وسنين الخبرة والتجارب اللي فادتهم في مصر أو في بلاد تانية قبل كده؟

من أهم الحاجات بالنسبة لي في اختيار فرصة العمل المناسبة هي حجم الخبرة اللي ممكن تستفيدها من المكان ده وازاي تتعلم حاجات جديدة ورؤية مختلفة. وده في رأيي أهم بكتير من إنك تقدم خبرتك ومجهودك مقابل فلوس وخلاص، لإن الاستثمار الحقيقي اللي بتستثمره في نفسك هو التعليم والتطوير والخبرة اللي بتكتسبها، وبعدها الفلوس هتيجي بشكل أكبر على المدى المتوسط والبعيد.

طبعاً لازم الخبرة اللي تاخدها دي تكون مرتبطة بأهدافك المستقبلية، يعني التجربة دي وفترتك في الشغلانة دي تكون بتخدم الطريق اللي عايز توصله بعد كده، مش مجرد سد خانة فاضية في السي في.

٤- بيئة العمل:

على قد ما النقطة دي في ناس بتعتبرها نقطة ثانوية ومش فارقة وزي ماتيجي تيجي، على قد ما أنا شايفها أساسية ورئيسية وانت بتختار فرصة العمل المناسبة ليك. أصل لو العوامل التانية كويسة وفي الأخر بتروح الشغل تتكدر وتتضايق ومتبقاش طايق نفسك وموجود في شغل كله عدم تعاون وناس بتلبس بعض في مشاكل، يبقى لازمتها ايه، ده أنت لو بتاخد فلوس قد كده هتصرفها على أدوية ضغط من اللي بتشوفه.

الاحترام في التعامل وخلق حالة من التنسيق بين أفراد الفريق ووجود هدف مشترك بيفرق جداً في اختيار المكان.

طبعاً مفيش مكان مثالي وكل الشغلانات فيها مشاكل، بس تفرق اوي إذا كان أفراد هم اللي بيعملوا مشاكل وبيغردوا برة السرب لوحدهم ودي مش عادة المكان، ولا دي الأجواء العامة المعروفة عن المكان ده.

خلي بالك اختلاف بيئة العمل من مكان للتاني مش شرط يكون بس في الاحترام في التعامل، لكن ممكن يختلف في طريقة الشغل من ناحية ان عندك مساحة تبتكر وتبدع، ولا انت مجرد ترس في ماكينة بتنفذ اللي بيتقالك ومش مسموحلك تقترح حاجة جديدة ولا فكرة برة الصندوق. على فكرة كل شكل من دول وليه ناسه، فيه ناس تحب الحرية في التفكير حتى لو ده بيسبب لخبطة ساعات، وفيه ناس تانية بتفضل ان كل حاجة تبقى محسوبة ومرسومة ومفيش مجال اوي للابتكار لضمان الالتزام والاستمرارية في الأداء.

٥- الفلوس:

أنا مش سايب نقطة الفلوس دي للأخر عشان بقولك تبقى زاهد في الدنيا وتروح تشتغل ببلاش، بالعكس أنا عشان عارف أهميتها عند الناس كلها خليتها للأخر عشان متغطيش على باقي العوامل. محدش فينا بيشتغل ببلاش وكتير من الناس الشغل بالنسبة ليهم مجرد وسيلة عشان يجيبوا فلوس يصرفوا بيها على أساسيات الحياة ويأمنوا مستقبلهم ومستقبل أسرتهم على قد مايقدروا. قليل اوي من الناس اللي قدر يوصل لمرحلة إن الشغل بيحقق غاية ليهم بالإضافة إنه يكون مصدر فلوس.

القاعدة الأساسية هي إنك متتحركش على مرتب أقل من اللي انت فيه دلوقتي، ولو كسرت القاعدة دي معناها إن العوامل التانية مهمة اوي بالنسبة ليك لدرجة إنك فعلاً بتستثمر في تعليم وخبرة تعوض بيها فلوس أكتر قدام.

“الفلوس مش كل حاجة” أنا عارف إن جملة زي دي شكلها مثالي اوي، بس بجد كل لما تحاول تحط الفلوس كعامل من ضمن العوامل اللي بتفكر فيها في اختيار فرصة العمل المناسبة ومتبقاش هي العامل الوحيد، هتفتح دماغك أكتر في التفكير… مش مختلف خالص إن لازم الفلوس تبقى جزء كبير وأساسي من اختيارك، بس حاول تبص على العوامل كلها على بعض زي التوليفة كده، متكسرش العوامل بعيد عن بعضها وتفرقهم.

مفيش صح وغلط وانت بتختار فرصة العمل المناسبة

متبقاش خايف بزيادة وانت بتاخد قرار تفضل في مكانك ولا تروح المكان الجديد. أصل مفيش اختيار صح ١٠٠٪؜ أو غلط ١٠٠٪؜ عشان تحس بإنك هترتكب مصيبة لو الموضوع ممشيش كويس ولا هتبقى كسرت الدنيا لو ربنا كرمك والأمور مشيت تمام.

كل حاجة وليها مميزاتها وليها عيوبها، وإلا مكانش زمانك محتار، أصل المقارنة لو واضحة وصريحة كان زمانك اخدت القرار من غير تفكير كتير وهتقول هي دي فرصة العمل المناسبة وتتوكل على الله. طبيعي إنك محتار وبتفكر وبتاخد رأي ناس مختلفة وتحاول تحلل وتقيم قبل ماتقرر. طالما انت بتعمل مجهود في التفكير والتحضير للموضوع يبقى انت كده بتعمل اللي عليك وربنا يعملك اللي فيه الخير ان شاء الله.

فرصة العمل المناسبة ليك، غير المناسبة ليا

كل واحد وليه أولوياته ودماغه وتفكيره وطريقة رؤيته للأمور اللي على أساسها بياخد القرار. من الخمس نقط اللي اتكلمنا عليهم دول، كل واحد بيدي وزن أكبر للنقط الأهم بالنسبة ليه. محدش يقدر ياخد القرار بتاع اختيار فرصة العمل المناسبة ليك غير نفسك، عشان انت الوحيد اللي متخيل أهمية وتأثير كل نقطة من دول. ومحدش برضه هيقدر يقيم النقط دي زيك، لإن ممكن نقطة بالنسبة لشخص غيرك تكون تافهة، بس بالنسبة ليك دي نقطة أساسية وتقيلة على قلبك وقافلاك من الشغلانة كلها.

الخلاصة:

اختيار فرصة العمل المناسبة لازم تبقى زي لعبة الشطرنج، بتفكر فيها لخطوتين تلاته لقدام، مش مجرد تبص تحت رجليك. العوامل الأساسية اللي تبصلها كمجموعة على بعض هي؛ مجال الشغل، نوع الوظيفة، الخبرة اللي هتستفيدها، بيئة العمل اللي رايحلها، وطبعاً الفلوس اللي هتاخدها. مفيش صح وغلط في الاختيارات دي وكل واحد ليه حسبته اللي بتخلي قراره مختلف عن غيره.

المصادر والمراجع:

١- طريقة تفكير لعيبة الشطرنج المحترفين لكذا خطوة لقدام

How Do Chess Players Think Ahead? | chesspulse.com

٢- مقالة محدش عارف الخير فين

https://et3alemteh.com/?p=582

٣- مقالة طريق النجاح يبدأ ب ليه

طريق النجاح يبدأ ب ليه – الدائرة الذهبية – اتعلمت

٤- مقالة الايكيجاي والربط بين الغاية والعمل

https://et3alemteh.com/?p=324

Comments 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *